للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيجِلس إليه] [١] ، كأنّه أحدُهم، وشهِدْتُهُ يأمر في خُطْبته بقتْل الكلاب، وذبْح الحَمَام [٢] .

وعن حكيم بن عبّاد قال: أوّلُ مُنْكَرٍ ظهر بالمدينة طَيَرانُ الحَمام، وَالرَّمْيُ، يعني بالبُنْدُق، فأمر عثمان رجلًا فقصَّها، وكسر الجُلاهِقات [٣] .

وصحّ من وجوهٍ، أنّ عثمان قرأ القرآنَ كلَّه في رَكْعَةٍ [٤] .

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ [٥] .

وَقَالَ أَنَس: إنّ حُذَيْفَة قدِم على عثمانَ، وكان يغزو مع أهل العراق قِبَل أرمينية، فاجتمع في ذلك الغزوِ أهلُ الشّام، وأهلُ العراق، فتنازعوا في القرآن حتّى سمع حُذَيْفَة من اختلافهم مَا يكْره، فركِب حتّى أتى عثمانَ فَقَالَ: يا أمير المؤمنين أدرِكْ هذه الأمّةَ قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنَّصارَى في الكُتُب. ففزع لذلك عثمان، فأرسل إلى حفْصَة أمّ المؤمنين: أنْ أرسِلي إليّ بالصُّحُف التي جُمِع فيها القرآن، فأرسَلتْ إليه بها، فأمر زيدَ بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزُّبَيْر، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن ينسخوها في المصاحف، وقال: إذا


[١] ما بين الحاصرتين زيادة من منتقى الأحمدية، و (ع) .
[٢] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده ولفظه ٢١٨ حتى «كأنه أحدهم» .
[٣] تاريخ الطبري ٤/ ٣٩٨، تاريخ دمشق ٢٢١، و ٣٣٣، الكامل في التاريخ ٣/ ١٨١.
والجلاهقات: البندق. ومنه قوس الجلاهق.
وأصل اللفظة فارسيّ. (لسان العرب) .
[٤] انظر: السنن الكبرى للبيهقي ٣/ ٢٤ و ٢٥، وطبقات ابن سعد ٣/ ٧٦، وتاريخ دمشق ٢٢٥ وما بعدها.
[٥] تاريخ دمشق ٢٢٩.