للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ غُلامٌ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَعَهُ السَّيْفُ، فَمَنْ رَآهُ عَجِبَ وَقَالَ: الْغُلامُ مَعَهُ سَيْفٌ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: «مالك» ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: أَتَيْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَنْ أَخَذَكَ» [١] . وقد روي أنه كان طويلًا إذا ركِب تخطُّ رجْلاه الأرض، وأنّه كان خفيف العارضين واللّحية [٢] .

وذكر يعقوب بن شيبة بإسناد ليّن، عن الزّهريّ قال: كان الزّبير طويلا أزرق أخضر الشّعر.

وَقَالَ أَبُو نعيم: كان رَبْعَةً. خفيف اللَّحْم والِّلحْيَة، أسمر أشعر لَا يَخْضِب.

وَقَالَ الواقديّ: ليس بالقصير ولا بالطويل خفيف اللّحية أسمر] [٣] [٤] .

وقد ذَكَرْنَا أنّه انصرف عن القتال يوم الجمل، فلحقه ابن جُرْمُوز فقتله غِيلةً.

وثبت في «الصحيح» أنّ الزُّبَيْر خلَّف أملاكًا بنحو أربعين ألف ألف درهم وأكثر، وما ولي إمارةً قطّ ولا خَرَاجًا، بل كان يتّجر ويأخذ عطاءه، وقيل: إنّه كان له ألف مملوك يؤدُّون إليه الخَرَاج، فربّما تصدّق بخراجهم


[١] أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ٣٦٠، ٣٦١ من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١/ ٨٩ من طريق الإمام أحمد، وعن حمّاد بن أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة. ورجاله ثقات. وانظر: الاستيعاب ١/ ٥٨١، وأسد الغابة ٢/ ١٩٧، والإصابة ١/ ٥٤٥.
[٢] أخرجه ابن سعد ٣/ ١٠٧، والطبراني ١/ ١١٨ و ١١٩ رقم ٢٢٣ و ٢٢٤، والحاكم ٣/ ٣٦٠، وابن عساكر ٥/ ٣٦٠، والهيثمي ٩/ ١٥٠، والمقدسي في البدء والتاريخ ٥/ ٨٣.
[٣] ابن سعد ٣/ ١٠٧، ابن عساكر ٥/ ٣٦٠، المقدسي في البدء والتاريخ ٥/ ٨٣.
[٤] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب، والمستدرك من النسخة (ع) ، وقول الواقدي مستدرك من منتقى ابن الملّا.