[٢] قال الرافعي القزويني: شيخ عالي الإسناد، معمّر، سمع ببغداد أبا إسحاق الشيرازي، وبقزوين أبا منصور المقوّمي «سنن ابن ماجة» ، سنة ثمانين وأربعمائة و «جامع التأويل» لابن فارس، بروايته عن ابن الغضبان، عنه، و «صحيح» محمد بن إسماعيل البخاري، من محمد بن حامد بن الحسن بن كثير سنتي تسع وثمانين وتسعين وأربعمائة، وقرأ بمكة على أبي معشر الطبري، وسمع منه الكثير من تصانيفه وغيرها. سمع بمكة أيضا سنة أربع وسبعين وأربعمائة. وكانت أصوله صحيحة، وسماعاته واضحة، وبورك في سماعه، وروايته، حتى كثر سماع البلديين والطارقين من كل صنف عنه في تواريخ مختلفة. وذكره ابن السمعاني في «الذيل» وقال إنه شيخ صالح جاور بمكة سنين، وكان ممن يتبرّك به وكتب لي الإجازة بجميع مسموعاته، وذكره بعض شيوخه. عن القاضي عطاء الله بن علي بن بلكويه، وظنّي أني رأيت بخطّه، قال: سمعت الأستاذ إبراهيم الشحاذي يقول: كنت أمشي في صغري مع والدي يقصد الحمّام، فاستقبلنا شيخ طويل القامة، أسمر، متعمّم بعمامة كرباص قميصة، سواد الحبر، وفي يده محبرة، فحملني أبي إليه وقال: أجزت لولدي هذا رواية ما يصحّ عنده من مسموعاتك، فقبّلني، وقال: أجزت له ذلك، فلما جاوزنا قلت لأبي: من هذا الشيخ، فقال: أبو يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ. وكان الأستاذ إبراهيم يقول: بيني وبين الله تعالى أنه أجاز لي إلّا أنه لم يحصل خطّه. [٣] قال القزويني: توفي أبو إسحاق الشحاذي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، في إحدى جماديها. [٤] لم أجده.