للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن بشكوال [١] : كان ممن جمع الله له الحديث والفقه، مع الأدب البارع، والخط الحسن، والدّين، والورع، والتّواضع والهدي الصّالح. كان على منهاج السّلف المتقدّم.

أخذ النّاس عنه، وكان أهلا لذلك لعلوّ ذكره، ورفعة قدره.

توفّي لثمان بقين من رمضان.

آخر من سمع منه أَبُو القَاسِم بْن بَقيّ. قاله ابن الزُّبَيْر.

٥٧- عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن غالب [٢] .

أبو العَرَب التُّجَيْبيّ، الأندلُسيّ، البَلَنْسيّ، المعروف بالبقسانيّ، نسبة إلى قرية بغربيّ بَلَنْسِيَة.

سمع: أَبَا الْحَسَن بْن واجب، وأبا مُحَمَّد بْن خيرون، وخليص بْن عَبْد اللَّه، وأبا علي الصَّدَفيّ، وأبا بحر الأسَدِيُ، وأبا مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر الفقيه. وأجاز له طائفة آخرون.

وكان خطيبا مفوّها، فصيحا، شاعرا، ذا لسانٍ وبلاغة وعربيَّة، وله مشاركة فِي العلوم.

ولي قضاء المَرِيَّة، وحدَّث [٣] .

أخذ عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عيّاد، وأبو الْحَسَن بْن سعد الخير، وأبو


[١] في الصلة.
[٢] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم ١٩٧٠، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر ٥ ق ١/ ٩٤، ٩٥ رقم ١٧٢.
[٣] وقال ابن الأبار: وترك الرواية عنه شيوخنا البلنسيون ولا بأس به فيما قرأ أو سمع، ولم يكن مسموعه من الحديث متسعا.
وكان عارفا بالفقه، بصيرا بفقد الشروط، مشاركا في النحو والعروض، حافظا للآداب واللغات، ممتع المجالسة، ذاكرا لغرائب الأخبار، وملح الحكايات وطرف الفوائد، أديبا شاعرا محسنا، خطيبا بالغا، حسن الخط، كتب الكثير وأحكم ضبطه. ولاه بأخرة من عمره أبو الحسن زيادة الله بن الحلّال قضاء لرية سنة أربعين وخمسمائة. مولده ببلنسية في شعبان سنة تسع وسبعين وأربعمائة.