ومن شعره: رحلوا فأفنيت الدموع لبعدهم ... من بعدهم وعجبت إذ أنا باق وعلمت أنّ العود يقطر ماؤه ... عند الوقود لفرقة الأوراق وأبيت مأسورا وفرحة ذكركم ... عندي تعادل فرحة الإطلاق لا تنكر البلوى سواد مفارقي ... فالحرق يحكم صنعة الحرّاق وقال في صفة القلم: ومثقّف يغني ويفني دائما ... في طوري الميعاد والإيعاد فلم يفلّ الجيش وهو عرمرم ... والبيض ما سلّت من الأغماد وهبت به الآجام حين نشا بها ... كرم السّيول وهيبة الآساد وقال العماد الكاتب: بغداديّ الدار، ترفّع قدره، وأثرت حاله، ونفق شعره، وكان له قبول حسن، واقتنى أملاكا وعقارا، وكثر رياشه، وحسن معاشه، ثم عثر به الدهر عثرة صعب منها انتعاشه، وبقي في حبس أمير المؤمنين المقتفي بأمر الله أكثر من عشر سنين إلى أن خرج في زمان أمير المؤمنين المستنجد باللَّه سنة خمس وخمسين وخمس مائة عند توليته، من الحبس. ولقيته حينئذ وقد عشي بصره من ظلمة المطمورة التي كان فيها محبوسا. (الخريدة) . [١] قال ابن السمعاني: الألوسي نسبة إلى ألوس وهو موضع بالشام في الساحل عند طرسوس. (الأنساب ١/ ٣٤٣) ، وعقّب ياقوت على قوله بأنه سهو منه، والصحيح أنها على الفرات قرب عانات والحديثة. (معجم البلدان ١/ ٢٤٦) وتابعه ابن الأثير في (اللباب ١/ ٨٣) وقيّدها ابن شاكر الكتبي: «آلس» . بمدّ الألف. (فوات الوفيات ٢/ ٤٥٣) . وقال محمد محيي الدين عبد الحميد في تحقيقه لفوات الوفيات (طبعة مطبعة السعادة بمصر) ٢/ ٧٦: «عطاف بن محمد بن علي أبو سعيد البالسي (كذا) الشاعر المعروف المؤيّد. ولد ببالس (كذا) . ثم قال في الحاشية: «لم أعثر له على ترجمة فيما بين يديّ من كتب الرجال» ! وقد علّق الدكتور مصطفى جواد على ذلك بقوله: «ليت شعري ما الّذي كان بين يديه من كتب الرجال» ! (المختصر المحتاج إليه، بالحاشية) . وقال ياقوت: واتفق للمؤيّد الشاعر هذا الألوسي قصّة قلّ ما يقع مثلها، وهو أنّ المقتفي لأمر الله اتّهمه بممالأته السلطان ومكاتبته، فأمر بحبسه فحبس وطال حبسه، فتوصل له ابن المهتدي صاحب الخبر في إيصال قصّة إلى المقتفي يسأله فيها الإفراج عنه، فوقّع المقتفي: أيطلق المؤبّد؟ بالباء الموحّدة. فزاد ابن المهتدي نقطة في «المؤيّد» وتلطّف في كشف الألف من «أيطلق» ، وعرضها على الوزير، فأمر بإطلاقه، فمضى إلى منزله، وكان في أول النهار، فضاجع زوجته، فاشتملت على حمل، ثم بلغ الخليفة إطلاقه فأنكره وأمر بردّه إلى محبسه-