يا ذا الّذي قهر العباد بسيفه ... ماذا يصدّك أن تكون إلها؟ أنطق بها فيما ابتدعت، فإنه ... لم يبق شيء لم تقله سواها ثم ألقاها في غمار المجلس، من غير أن يعلم أحد. فلمّا قاموا لمحها عبد المؤمن فدعا بها واعتقد أنها لمظلوم أو طالب حاجة، فلما قرأها أمر بكل من يعرف بقول الشعر أن يحبس، فحبس جماعة كثيرة، فلما رأى ذلك قائلها، لم ير أن يؤخذ بها غيره ممن ليس له ذنب، فطالع عبد المؤمن بذلك. فدعاه، فلما وقف بين يديه قال له: ما الّذي دعاك إلى هذه؟ فأعلمه أنه فعله غير مرة غيرة على دينه، ولم يرض ما خوطب به من قول القائل: لا علم لنا إلا ما علّمتنا، إذ هذا خطاب الملائكة للَّه- جلّ وعلا- فقال: يا شيخ مثلك من نبّه على حسن ونهى عن مكروه. ووصله وصلة حسنة، ولم يهجه بما خاطبه به من قوله: انطق بها فيما ابتدعت، ولا أنكره عليه. (تاريخ إربل ١/ ٢٥٠) . [٢] انظر عن (علي بن أحمد) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٤/ ١٧٦ رقم ٥٧. [٣] وهو قال: كان يجيد اللعب بالشطرنج، ويحاضر الأمراء لأجله، ثم صلحت طريقته قبل موته. [٤] سئل ابن الدلاء عن مولده فقال: في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.