للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبه له:

لم يبق بعد المَفْرِق الأشْيبِ ... لدَيْك من مَلْهى ولا ملعبِ

أنذرت الخمسينُ أنيابَهَا ... بعد ذَهاب العُمر المذهبِ

أُنْسِيتَ ما فات كأنّ الَّذِي ... مضى من الأيّام لم يُحْسَبِ

هَلْ هُوَ إلّا أَمَدٌ مُنْتَهَى ... إلى بعيد الدّار لم يعقبِ

مسافةٌ قد تطمعُ فِي قَطْعها ... بغير زادٍ وبلا مركبِ

يا وَيْحَ من أنفق أيّامَهُ ... فِي طلب المَتْجَرِ والمَكْسَبِ

ما هُوَ آتٍ غيرُ مُسْتَبْعَدٍ ... قد آن وضْع الحامِل المقربِ

وكلّ عام يرتجي المنى ... وهنّ قد سوّفن الوعد بي

وليس لي همٌّ سوى وَقْفةٍ ... فِي حَرَم المدفون فِي يَثْرِبِ [١]

٣٦٠- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن زَيْدٍ [٢] .

الشّريف أَبُو طَالِب العَلوَيّ، الْحُسَيْنيّ، الْبَصْرِيّ، النّقيب، نقيب الطّالبيّين بالبصرة ثُمَّ عُزل من النّقابة.

قال ابن السَّمْعانيّ: قَدِمَ بغداد عدّة نُوَب، وانحدَرْتُ فِي صُحبته إلى البصرة واجتمعتُ به. وكان ظريفا مطبوعا.


[١] وأورد له ابن النجار من قصيدة:
كلا السّوادين من قلبي ومن بصري ... فداء ما بيّض الفودين من شعري
صبغ على الرأس موقوف قضيت به ... ما شئت من لذة تلهى ومن وطر
مرّ الجديد به حينا فأخلقه ... وإنّما ذلك الأخلاق للعمر
ما ساعد تنقضي إلّا وقد أخذت ... شطرا من السمع أو شطرا من البصر
لو فكّر المرء في أطوار خلقته ... ما كان في غيرها يوما بمقبر
[٢] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد العلويّ) في: التقييد ١٠٧، ١٠٨ رقم ١٢٠، والعبر ٤/ ١٧٢، وسير أعلام النبلاء ٢٠/ ٤٢٣- ٤٢٥ رقم ٢٨١، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٨ رقم ١٨٠٤، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣١، ومرآة الجنان ٣/ ٣٤٤، والنجوم الزاهرة ٥/ ٣٧٠، وشذرات الذهب ٤/ ١٩٠.