للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ببغداد، ومات فِي الخامس والعشرين من جُمَادَى الآخرة.

وكان من ظُرَفاء البغداديّين وشُعرائهم. وله مع براعته فِي النَّظْم كتابةٌ فِي غاية الحُسْن.

روى عَنْهُ من شِعْره: أَبُو سَعْد السَّمْعانيّ، وأبو أَحْمَد بْن سُكَيْنَة، وأحمد بْن طارق الكَرْكيّ [١] .

أنبأنا جماعة، عن ابن سُكَيْنَة: أنشدنا أبو الفتح ابن الأديب لنفسه:

عاطل وهو بالمناقب خالي ... نَسَبُ المجدِ غيرُ عمَّ وخالِ

شبهُ قربِ الشّخوصِ وفي ... نقْد المعاني تبايُن الأشكالِ

ما استطال القنا بطُول الأنابيب ... ولكنْ بالصبر يوم النِّزال

رُبّ حُسْنٍ يعود قُبْحًا إذا لم ... تُرْوَ عَنْهُ مما حسُن الأفعال

يوجد التِّبْرُ فِي التُّراب كَمَا ... يُسْتَخْرَجُ المِسْكُ من [دم] [٢] الغزال

وبالإسناد له:

طليقُ دمْعٍ أسير القلب عاينه ... كل بعينك فانظر ما يعانيهِ

تنام عن سهرٍ لا تلتقي قصّر ... أجفانه كلّما طَالِب بلياليهِ

تحيى على زَفَرات الشَّوق أَضْلُعُه ... وأنت فِي غفلةٍ عمّا يُلاقيهِ

منها:

سهمٌ على القلب قُبَيْل السَّمْع موقفُهُ ... قد أَتْبَعتْهُ بسهمٍ كفُّ راميهِ

وليلةُ الجزع لمّا بات يرشقني ... ثغرَ الزُّجاجة والصَّهْبَاءَ مَن فِيهِ

شربتُ كأسَ مُدامٍ من سُلافتِهِ ... فبُحتُ بكاس عِتابٍ من تجنّيه


[١] تقرأ في الأصل: «التركي» ، وهو من الكرك بالبقاع من أصل جبل لبنان. وقد تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[٢] في الأصل بياض.