للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى ابن سعد [١] بإسنادين أنّ وفد الدّاريّين قدموا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفِه من تَبُوك، وهم عشرة، فيهم تميم.

وقال ابن جُرَيْج: قَالَ عِكْرِمة: لمّا أسلم تميم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنّ الله مُظْهِرُك على الأرض كلها، فهَبْ لي قريتي من بيت لحْم، قَالَ: «هِيَ لك» وكتب له بها، قَالَ: ثُمَّ جاء [٢] تميم بالكتاب [٣] إِلَى عُمَر فقال: أَنَا شاهِدُ ذلك، وأعطاه إيّاه [٤] .

وذكر اللَّيث بْن سعد، أنّ عُمَر قَالَ لتميم: ليس لك أن تبيع، فهي فِي أيدي أَهْل بيته إِلَى اليوم [٥] .

وقال الواقدي: ليس لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشام قطيعة غير حَبْرَى [٦] وبيت عَيْنُون، أقطعهما تميمًا الدّاريّ وأخاه نُعَيْمًا [٧] .

وَفِي «الْبُخَارِيّ» من حديث ابن عَبَّاس قَالَ: خرج رَجُل من بني سهم مع تميم الدّاريّ وعدّي بْن بَدّا، فَمَات السهمي بأرض ليس بها مُسْلِم، فلمّا قدِما بِتَرِكتِه فقدوا جامًا من فضّة، فأحلفهما رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، ثم وجدوا الجام بمكة، فَقِيلَ: اشتريناه من تميم وعديّ، فقام رجلان من أولياء السَّهميّ، فحلفا لشهادتنا أحقّ من شهادتهما، وأنّ الجام لصاحبهم.


[١] في الطبقات ١/ ٣٤٣، تهذيب تاريخ دمشق ٣/ ٣٥٤.
[٢] في المنتقى لابن الملّا (فلما فتح الشام) عوض (قال ثم) .
[٣] صورة الكتاب في (تاريخ دمشق لابن عساكر ١٠/ ٤٦٦) و (مجموعة الوثائق السياسية للدكتور محمد حميد الله ص ١٠٢) من الطبعة الثالثة.
[٤] أخرجه أبو عبيد في «الأموال» ٣٤٩ من طريق حجاج بن محمد المصّيصي، عن ابن جريج، وهو منقطع.
[٥] أخرجه أبو عبيد في «الأموال» ٣٥٠ من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث.
[٦] حبرى: هي حبرون كما في تاريخ دمشق، ومعجم البلدان ٢/ ٢١٢ اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم الخليل عليه السلام، ببيت المقدس، وقد غلب على اسمها «الخليل» . وقد رسمت مصحّفة في النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية.
[٧] طبقات ابن سعد ١/ ٣٦٧ و ٧/ ٤٠٨، والأموال لابن عبيد ٣٤٩، ٣٥٠.