للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقاما عند خذْلاني بنَصْري ... قياما تستكين لَهُ الخُطُوبُ

فقال: هُوَ السُّلطان عَلِيّ بْن حَبابة [١] . وكان قومه قد أخرجوه من مُلكه، وأحقروه [٢] من مِلكه وولّوا عليهم أخاه سَلامة، فنزل بهما، فسارا معه فِي جُمُوعٍ من قومهما حَتَّى عزلا سلامة وردّوا [٣] عليّا وأصلحا لَهُ قومه. وكان الَّذِي وصل إِلَيْهِ من برّهما وأنفقاه عَلَى الجيش فِي نُصْرته ما ينيف عَلَى خمسين ألفا [٤] .

حدَّثني أَبِي قَالَ: مرض عَلِيّ بْن زيدان مرضا أشرف منه [٥] على الموت ثُمَّ أَبَلَّ منه، فأنشدتُه لرجلٍ من بني الحارث يُدعى سالم [٦] بْن شافع، وكان وفد عَلَيْهِ يستعينه فِي دِيَة قتيل لزِمَتْه، فلمّا اشتغلنا بمرضه رجع [٧] الحارثيّ إلى قومه [٨] :

إذا أَوْدَى ابنُ زيَدانٍ عليّ ... فلا طلعتْ نجومُك يا سماءُ

ولا اشتَمل النّساء عَلَى حَنين ... ولا روّى الثَّرَى للسحب ماء

عَلَى الدُّنيا وساكِنها جميعا ... إذا أَوْدَى أَبُو الْحَسَن العَفاءُ

قَالَ: فبكى عمّي وأمرني بإحضار الحارثيّ، ودفع إِلَيْهِ ألف دينار. وبعد ستة أشهر ساق عَنْهُ الدِّيَة.

وحدَّثني خالي مُحَمَّد بْن المثيب قَالَ: أجدب النَّاسُ سَنَةً، ففرَّق عَلِيّ بن زيدان على المقلّين أربعمائة بقرة لبون، ومائتي ناقة لبون [٩] .


[١] زاد في النكت ١٠ «الفروديّ» .
[٢] في النكت: «وأفقروه» .
[٣] في النكت: «وولّيا» .
[٤] في النكت ١٠: «وأنفقاه على الجيش في نصرته وحملا إليه من خيل ومن إبل ما ينيف على خمسين ألفا من الذهب» .
[٥] في النكت: «فيه» .
[٦] في النكت ١١ «سلم» .
[٧] في النكت: «فلما شغلنا بمرض صاحبنا ارتحل» .
[٨] زاد في النكت: «وأرسل إليّ بقصيدة منها» .
[٩] انظر النكت ١١، ١٢.