للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


[ (-) ]
نأيت عنكم وفي الأحشاء جمر لظى ... وسقم جسمي لما أهواه عنواني
إذا تذكرت أياما لنا سلفت ... أعان دمعي على تغريق نسياني
وكتب بعض الأفاضل لها وقد مدحت نفسها:
وما شرف أن يمدح المرء نفسه ... ولكن أفعالا تذمّ وتمدح
وما كلّ حين يصدق المرء قلبه ... ولا كل أصحاب التجارة تربح
ولا كل من ترجو لغيبك حافظ ... ولا كل من ضمّ الوديعة يصلح
فكتبت إليه:
تعيب على الإنسان إظهار علمه ... أبالجدّ هذا منك أم أنت تمزح
فدتك حياتي قد تقدّم قبلنا ... إلى مدحهم قوم وقالوا فأفصحوا
وللمتنبّي أحرف في مديحه ... على نفسه بالحق والحق أوضح
أروني فتاة في زماني تفوقني ... وتعلو على علمي وتهجو وتمدح
وكانت تقيّة سألت الشيخ الإمام العالم أبا الطاهر إسماعيل بن عوف الزهري عن الشعر، فقال: هو كلام، إن تكلّمت بحسن فهو لك، وإن تكلّمت بشر فهو عليك.
وقال ابن خلكان: لها من قصيدة في الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي:
أعوامنا قد أشرقت أيامها ... وعلا على ظهر السماك خيامها
والروض مبتسم بروض أقاحه ... لما بكى فرحا عليه غمامها
والنرجس الغضّ الّذي أحداقه ... ترنو فيفهم ما يقول خزامها
وشقائق النعمان في وجناته ... خالات مسك حاكها رقّامها
وبنفسج لبس الحداد لحزنه ... أسفا على مهج يزيد غرامها
والجلّنار على الغصون كأكؤس ... خرطت عقيقا والنضار مدامها
وكأنما زهر الرياض عساكر ... في موكب منشورة أعلامها
يبدي نسيم الصبح سرّ عبيرها ... فينمّ عن طيب بها تمّامها
يا صاح قم لسعادة قد أقبلت ... وتنبّهت بعد الكرى نوّامها
واجمع خواطرنا لنجلو فكرها ... لما تجرّد للقريض حسامها
مدح الإمام علي الأنام فريضة ... فخر الأئمة شيخها وإمامها
ومن شعرها:
نأيت وما قلبي على النأي بالراضي ... فلا تغترر منّي بصدّي وإعراضي
وإني لمشتاق إليهم متيّم ... وقد طعنوا قلبي بأسمر عرّاض
إذا ما تذكّرت الشام وأهله ... بكيت دما حزنا على الزمن الماضي
ومذ غبت عن وادي دمشق كأنني ... يقرض قلبي كل يوم بمقراض
أبيت أراعي النجم والنجم راكد ... وقد حجبوا عن مقلتي طيب إغماضي
فهل طارق منهم يلمّ بناظري ... فإنّ لقاء الطيف أكبر أغراضي-