حتى كأن البلاد لست أرى ... في ساحتيها سهلا ولا جبلا فهو إمامي ولا يرى أحد ... بين فؤادي وبينه خللا أمدحه ما حييت مجتهدا ... في كل ناد ومحفل وملا فإن حياني يزيدني شرفا ... وإن قلاني فليس ذاك قلى فاللَّه يبقيه دائما أبدا ... وزاده الله رفعة وعلا ما لاح برق وما دجا غسق ... وما همي وابل وما هطلا وسمع منها القاضي أبو القاسم حمزة بن علي بن عثمان المخزومي المغربي المصري وقد وفد إلى دمشق في شعبان سنة ٥٧١ بكرّاسة فيها شعر تقيّة قد سمعه منها وخطّها عليه بتاريخ محرّم سنة ٥٦٩ بالإسكندرية: أعوامنا أشرقت أيامها ... وعلا على ظهر السّماك خيامها والروض مبتسم بنور أقامه ... لما بكى فرحا عليه غمامها والنرجس الغضّ الّذي أحداقه ... ترنو لتفهم ما يقول خزامها والورد يحكي وجنة محمرّة ... انحلّ من فرط الحياء لثامها وأهدت إلى بعض الأفاضل توتا فكتب إليها: وتوت أتانا ماؤه في احمراره ... كدمعي على الأحباب حين ترحّلوا هدية من فاقت جمالا وفطنة ... وأبهى من البدر المنير وأجمل فلا عدمت نفسي تفضّلها الّذي ... يقصّر وصفي عن مداه ويعدل فكتبت إليه تقيّة: أتاني مديح يخجل الطرف حسنه ... كمثل بهيّ الدرّ في طيّ قرطاس ولها وقد أعارت ابن حريز دفترا فحبسه عنده أشهرا: قل لذوي العلم وأهل النّهى ... ويحكم لا تبذلوا دفترا فإن تعيروه لذي فطنة ... لا بدّ أن يحبسه أشهرا وإن تعودوا بعد نصحي لكم ... تخالفوني فالبراء البرا ولها من قصيدة: خان أخلّائي وما خنتهم ... وأبرزوا للشرّ وجها صفيق كدّر الودّ القديم الّذي ... قد كان قدما صافيا كالرحيق وساعدوني بعد قربي لهم ... وحمّلوا قلبي ما لا أطيق ولها من أخرى: هاجت وساوس شوقي نحو أوطاني ... وبان عنّي اصطباري بعد سلواني وبتّ أرعى السّها والليل معتكر ... والدمع منسجم من سحب أجفاني وعاتبت مقلتي طيفا ألمّ بها ... أهكذا فعل خلّان بخلّان؟ -