وقال ابن خلّكان: كانت فاضلة ولها شعر جيد، قصائد ومقاطيع. وكتب عنها السلفي في «معجم السفر» وقال: لم أر شاعرة غيرها. وأثنى عليها، ومدحته. وذكرها في بعض تعاليقه، وكتب عن نفسه. ووصفها أبو القاسم عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي بالأديبة وقال: أنشدتنا لنفسها بثغر الإسكندرية تمدح شيخنا الحافظ أبا طاهر السلفي وتعتذر إليه لانقطاع ولدها أبي الحسن بن حمدون عن مجلسه وملازمته للشريف أبي محمد بن أبي اليابس الديباجي، وكان الحافظ قد غضب عليه بسبب ذلك: تاللَّه ما غبت عنكم مللا ... ولا فؤادي عن الدنوّ سلا وكيف أنسى جميلكم ولكم ... عليّ فضل يبلغ الأملا أنقذتموني من كل مهلكة ... قلت أبغي بقربكم بدلا داركم مذ حللت بساحتها ... كأنّني الشمس حلّت الحملا أسحبت ذيلي في عزّها مرحا ... وكنت قدما لا أعرف الخيلا وإنما غبت عنكم خجلا ... لأن ذنبي يزيدني خجلا تقول عيني ودمعها وكف ... لما رأيت عبدكم قد انتقلا وزدت في عذله لأردعه ... وهو عصيّ لا يسمع العذلا حتى إذا زدت في ملامته ... وظنّ قلبي بأنه اعتدلا قلت له والدموع واكفة ... والقلب مني للبين قد وجلا كيف تطيق البعاد عن رجل ... حوى جميع الفنون واكتملا الحافظ الحبر والّذي اكتملت ... به المعالي وزيّن الدولا أولاك فضلا وسؤددا وحجا ... فصرت في الناس أوحد الفضلا فقال: خطّي لديه محتقر ... إن قلت قولا أجاب عنه بلا يرفع دوني والعين تنظره ... ولم أزل مصابرا ومحتملا وكل واش أتاه في سببي ... صدّقه وهو قائل زللا كأنني «المشركون» إذ خدموا ... لا يرفع الله عنهم عملا فصنت عرضي بنقلتي أسفا ... ولم أجد مسلكا ولا سبلا -