للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثُمَّ وُلّي قضاء سِنْجار، وحرّان، وديار ربيعة، وتفقّه عليه جماعة، ثُمَّ عاد إلى دمشق فِي سنة سبعين، فوُلّي بها القضاء سنة ثلاثٍ وسبعين.

وصنّف التّصانيف، وانتفع بِهِ خلْق، وانتهت إِلَيْهِ رئاسة المذهب.

ومن تلامذته الشّيخ فخر الدّين أبو منصور بن عساكر.

ومن تصانيفه: «صفوة المذهب فِي نهاية المطْلب» [١] فِي سبْع مجلّدات، وكتاب «الإنتصار» فِي أربع مجلّدات، وكتاب «المرشد» فِي مجلَّدين، وكتاب «الذَّريعة فِي معرفة الشّريعة» ، وكتاب «التَّيْسير فِي الخلاف» أربعة أجزاء، وكتاب «ما أَخَذَ النّظر» ، ومختصر [٢] فِي الفرائض، وكتاب «الإرشاد فِي نُصْرة المذهب» ولم يُكمله، وذهبَ فيما نُهِبَ لَهُ بحلب.

وبنى لَهُ نور الدّين المدارس بحلب، وحماة، وحمص، وبِعْلَبَكّ. وبنى هُوَ لنفسه مدرسة بحلب، وأخرى بدمشق.

وَلَهُ أيضا كتاب «التّنبيه فِي معرفة الأحكام» وكتاب «فوائد المهذّب» فِي مجلّدين، وغير ذَلِكَ.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن صَصْرى، وأَبُو نصر بْن الشّيرازيّ، وأَبُو مُحَمَّد بْن قُدامة، وعبد اللّطيف بْن سيما، والتّاج بْن أَبِي جَعْفَر، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْدان، وعليّ بْن قرقين، وصدّيق بْن رمضان، وخلْق آخرهم موتا العماد أَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن النّحّاس.

وأضرَّ فِي آخر عمره وَهُوَ قاض، فصنَّف جزءا فِي «جواز قضاء الأعمى» ، وَهُوَ خلاف مذهبه. وَفِي المسألة وَجْهان، والجواز أقوى، لأنّ الأعمى أجود حالا منَ الأصمّ والأعجميّ الَّذِي يتعرَّف الأمور بترجمان.

وَقَدْ كَانَ وُلّي القضاء قبل شرف الدّين القاضي ضياء الدّين ابن


[١] في طبقات ابن الصلاح ١/ ٥١٣: «صفوة المذهب في تهذيب نهاية المطلب» في نحو ثماني مجلّدات، وقفت على شيء منه، فوجدته قد استدرك على الإمام أشياء لم أرتض ما وقع له فيها.
[٢] في الأصل: «ومختصرا» .