للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قاضي القضاة أَبُو حامد ابن قاضي القضاة كمال الدّين أَبِي الفضل بْن الشّهْرَزُوريّ الْمَوْصِلِيّ، الفقيه الشّافعيّ، الملقّب بمحيي الدّين.

كَانَ أَبُوهُ من أمْيَز القضاة وأحشمهم. وَقَدْ مرَّ فِي سنة اثنتين وسبعين.

وتفقّه هَذَا ببغداد عَلَى أَبِي مَنْصُور سَعِيد بْن الرّزّاز، ثُمَّ قدِم الشّام، وولّي قضاء حلب بعد أن ناب فِي الحكم بدمشق عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ بعد حلب انتقل إلى المَوْصِل وولّي قضاءها، ودرَّس بمدرسة أَبِيهِ، وبالمدرسة النّظاميّة بها.

وتمكّن منَ الملك عزّ الدّين مَسْعُود بْن زنكي، واستولى عَلَى أموره. وكان جوادا سَرِيًّا.

قَالَ ابن خَلِّكان [١] رحِمَه اللَّه: قِيلَ إنَّه أنْعَمَ فِي بعض رسائله إلى بغداد بعشرة آلاف دينار أميريّة عَلَى الفقهاء والأدباء والشُّعراء. ويُقَالُ إنَّه فِي مدةِ حكمه بالموصل لَمْ يعتقل غريما عَلَى دينارَيْن فَمَا دونها، بل كَانَ يُوَفّيها عَنْهُ.

ولمّا وُلّي قضاء حلب كَانَ بعد عزل ابن أَبِي جرادة، فتمكَّن أيضا من صاحبها الملك الصّالح إِسْمَاعِيل بْن نور الدّين غاية التّمكّن، وفوّض إِلَيْهِ تدبير مملكة حلب. ثُمَّ فارق حلب فِي سنة ثلاثٍ وسبعين.

وتوجّه رسولا إلى الخليفة غير مرّة.


[ () ] وتاريخ إربل ١/ ١٢٧، ووفيات الأعيان ٤/ ٢٤٦ رقم ٥٩٩، والتكملة لوفيات النقلة ٢١/ ١٣٦، ١٣٧ رقم ١١١، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس ٥٩٢١) ورقة ١٢٤، ١٢٥، والعبر ٤/ ٢٥٩، وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٦٠، ١ رقم ١٥، وتاريخ إربل ١/ ١٢٧، ومرآة الجنان ٣/ ٤٣٢، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٣٧ رقم ٢٨، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤/ ٩٦، وطبقات الشافعية للأسنوي ٢/ ١٠١، ١٠٢، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة ١٤٣ أ، ب، والوافي بالوفيات ١/ ٢١٠، والبداية والنهاية ١٢/ ٣٤١، والعقد المذهب (مخطوط) ورقة ٧١، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢/ ٣٧٥، ٣٧٦ رقم ٣٤٤، والعسجد المسبوك ٢/ ٢١٠، ٢١١، والمقفى الكبير ٧/ ٣٢- ٣٤ رقم ٣١٠٠، وعقد الجمان (مخطوط) ١٧/ ورقة ١٠٢، والنجوم الزاهرة ٦/ ١٠٨ و ١١٢، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي (مخطوط) ورقة ٥٥، وشذرات الذهب ٥/ ٢٨٧، والأعلام ٧/ ٢٥٣.
[١] في وفيات الأعيان ٤/ ٢٤٦.