للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر أنّ السّلطان صلاح الدّين وقَّع لأبي عليّ بربعها وأنّه وكّل عليها من يستغلها لَهُ.

قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ يُونُس بْن مُحَمَّد الفارقيّ هَذِهِ القصيدة الّتي مَدَح بها القاضي أَبَا سعد بْن عَصْرُون، وهي:

هَتَفَتْ فمادت بالفروع غصونُ ... وبَكَتْ فجادتْ بالدّموعِ عيونُ

مرحت بها قضب الأراكة فانْثَنَى ... غصْنٌ يَمِيسُ بها وماد غَصونُ

ما لي وما للهاتفات ترنُّمًا ... يصبو لهنَّ فؤادي المحزون

وهي قصيدة طويلة.

٣١٣- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عُبَيْد اللَّه بْن ودَعة [١] .

الفقيه أَبُو عَبْد اللَّه بْن البقّال، الْبَغْدَادِيّ، الشّافعيّ، مُعيد النظاميَّة.

كَانَ بارعا فِي المذهب والخلاف. واخترمته المنيّة شابّا [٢] .


[ () ] وقيّدها بعضهم بالتخفيف.
[١] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: تلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ١/ رقم ٣٩٩ وج ٥/ رقم ٢٤٧، والمختصر المحتاج إليه (بالملحق) ٢/ ٢٥٠، ٢٥١ رقم ٣٩، والتكملة لوفيات النقلة ١/ ١٧٤ رقم ١٧٢، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس ٥٩٢١) ورقة ٢٥، و (مخطوطة شهيد علي) ورقة ٢٣، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤/ ٦٦ (٦/ ٩٤، ٩٥) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١/ ٢٦٩، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة ١٤٢ أ، والوافي بالوفيات ٢/ ٢١٧، والعقد المذهب (مخطوط) ورقة ١٥٩، ١٦٠، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي (مخطوط) ورقة ٣٢، وإيضاح المكنون ٢/ ٣٢٥، ومعجم المؤلفين ٩/ ٥٨.
[٢] وقال ابن الدبيثي: من أهل الظّفريّة، فقيه متميّز من أصحاب الشافعيّ. تفقّه في مدّة قريبة، وحصّل طرفا حسنا من المذهب والخلاف وكان حسن الكلام في المسائل، له يد جيّدة في الجدال، أعاد بالمدرسة النظامية والمدرّس بها أبو الحسن علي بن علي الفارقيّ، وخرج عن بغداد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة متوجّها إلى الشام وناظر الفقهاء في طريقه وظهر كلامه واستحسن إيراده، ودخل دمشق مريضا فبقي بها أياما وتوفي في النصف من شعبان منها بدمشق، وكان شابا (المختصر المحتاج إليه) .
وقال ابن الفوطي: كان فقيها أديبا فاضلا مقيدا بالنظاميّة. وصنّف كتاب «المقترح في المصطلح» في علم البندق وطرائقه ومعرفة أصوله ومذاهبه، صنّفه للإمام الناصر لدين الله. (تلخيص مجمع الآداب) .