ثُمّ إنّ صلاح الدّين حاصر المَوْصِل ثانيا وثالثا، ثُمّ هادنه صاحبها عزّ الدّين مَسْعُود، ودخل فِي طاعته. ثُمّ تسلّم صلاح الدّين البوازيج، وشَهْرَزُور، وأنزل أخاه الملك العادل عَنْ قلعة حلب، وسلّمها لولده الملك الظّاهر، وعمره إحدى عشر سنة. وسيّر العادل إِلَى ديار مصر نائبا عَنْهُ، وكان بها ابن أَخِيهِ تقيّ الدّين عُمَر بْن شاهنشاه، فغضب حيث عزله، وأراد أن يتوجّه إِلَى المغرب، وكان شهْمًا شجاعا، فخاف صلاح الدّين من مَغَبَّة أمره، فلاطَفَه بكلّ وجهٍ حَتَّى رجع مُغضبًا وقَالَ: أَنَا أفتح بسيفي ما أستغني بِهِ عمّا فِي أيديكم. وتوجّه إِلَى خلاط،