[٢] وقال ابن عبد الملك المراكشي: وكان مقرئا مجوّدا محدّثا مكثرا، قديم السماع، واسع الرواية، عاليها، ضابطا لما يحدّث به، ثقة فيما يأثره. نشأ منقطعا إلى طلب العلم، وعني أشدّ العناية بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم، فكان أحد من ختمت به المائة السادسة من أفراد العلماء وأكابرهم، ذاكرا لمسائل الفقه، عارفا بأصوله، متقدّما في علم الكلام، ماهرا في كثير من علوم الأوائل كالطب والحساب والهندسة، ثاقب الذهن، متوقّد الذكاء، وغير ذلك متين الدين، طاهر الغرض، حافظا للغات، بصيرا بالنحو، مختارا فيه، مجتهدا في أحكام العربية، منفردا فيها بآراء ومذاهب شذّ بها عن مألوف أهلها، وصنّف فيما كان يعتقده فيها كتاب «المشرق» المذكور، و «تنزيه القرآن عن ما لا يليق بالبيان» ، وقد ناقضه في هذا التأليف أبو الحسن بن محمد بن خروف وردّ عليه بكتاب سمّاه «تنزيه أئمّة النحو عن ما نسب إليهم من الخطأ والسهو» ، وكان بارعا في فنّ التصريف من العربية، كاتبا بليغا شاعرا مجيدا متحقّقا في معقول ومنقول، غير أنه أصيب بفقد أصول أسمعته عند