[٢] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان مقرئا مجوّدا محدّثا مكثرا، عدلا خيارا، زاهدا، فاضلا صالحا ورعا، يتعيّش مما يعود عليه في عمل مراوح الحلفاء وما يشبهها، كثير التلاوة للقرآن والبكاء عندها والخشوع فيها. خطب وأمّ بجامع غرناطة بعد أبي عبد الله بن أحمد بن عروس، وأسمع به الحديث طويلا، وأنسأ الله في أجله فعلت روايته وتنوفس في الأخذ عنه. وكان ثقة فيما يرويه، وكتب بخطه الكثير. قال أبو عمرو سالم بن صالح بن سالم: سألته بغرناطة يوم الأربعاء جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة عن مقدار ما نسخ، فقال: انتسخت في عمري ثمانية آلاف ورقة. ومما يؤثر من فضله أنه قتل ولده، فسيق قاتله وثبت عليه دمه ووجب له قتله، فلما أحضر للموت ورأى أبو جعفر السيف والحال قد اشتدّ جاءه وقال: يا بنيّ قتلت ولدي وقطعت كبدي. وعتب عليه ثم عفا عنه، وسرّحه، نفعه الله وأعظم أجره. [٣] انظر عن (أحمد بن أبي علي) في: التكملة لوفيات النقلة ١/ ٤٠٨ رقم ٦٣٤.