للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعبد الرَّحْمَن، وأبو سُلَيْمَان ابن الحافظ عَبْد الغنيّ، وأبوه، والزّكيّ عَبْد العظيم بْن بنين، وجماعة.

روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.

قال الْإِمَام أبو شامة [١] : كان كبير القدْر، معظَّمًا عند صلاح الدّين، وهو الّذي نَمَّ على الفقيه عُمارَة اليَمَنيّ وأصحابه بما كانوا عزموا عليه من قلْب الدّولة، فشنقهم صلاح الدّين.

وكان صلاح الدّين يكاتبه ويحضره مجلسه. وكذلك ولده الملك الْعَزِيز من بعده. وكان واعظا، مفسّرا. سكن مصر. وكان له جاهٌ عظيم، وحُرْمة زائدة. وكان يجري بينه وبين الشّهاب الطُّوسيّ عجائب لأنّه كان حنبليّا، وكان الشّهاب أشعريّا، وكِلاهما واعظ.

جلس ابن نَجِيَّة يوما فِي جامع القرافة، فوقع عليه وعلى جماعة سقْفٌ، فعمل الطُّوسيّ فصْلًا ذكر فيه: فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ من فَوْقِهِمْ ١٦: ٢٦ [٢] . وجاء يوما كلبٌ يشقُّ الصُّفوف فِي مجلس ابن نَجِيَّة، فقال هَذَا: مِن هناك. وأشار إِلَى جهة الطُّوسيّ.

قال أبو المظفَّر بْن الجوزيّ [٣] : واقتنى ابن نَجِيَّة أموالا عظيمة، وتنعَّم تنعُّمًا زائدا، بحيث أنّه كان فِي داره عشرون جارية للفراش تساوي كلُّ واحدةٍ ألف دينار وأكثر. وكان يُعمل له من الأطعمة ما لا يعمل للملوك. وأعطاه الخلفاء والملوك أموالا عظيمة، ومع هَذَا مات فقيرا. كفّنه بعض أصحابه.

قال المنذريّ [٤] : مات فِي سابع رمضان.


[١] في ذيل الروضتين ٣٤.
[٢] اقتباس من سورة النحل، الآية ٢٦.
[٣] في مرآة الزمان ٨/ ٥١٥.
[٤] في التكملة ١/ ٤٦٤.