للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العالم، لا سلطانك يبقى، ولا «تلبيس» [١] الرازي يبقى وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى الله ٤٠: ٤٣ [٢] ، فانتحب السّلطانُّ بالبكاء.

استوفى ابن الأثير ترجمته وهذه نُخْبَتُهَا، وقال [٣] : كَانَ شافعيّا كأخيه، وقيل: كَانَ حنفيّا. ولمّا ملك أخوه غياثُ الدّين باميان، أقطعها ابنَ عمّه شمس الدّين مُحَمَّد بْن مسعود، وزوّجَه بأخته، فولدت منه ولدا اسمه: بهاء الدّين سام. فلمّا تُوُفّي شمس الدّين وولي باميان بعده ابنُه عبّاس، أخذ غياثُ الدّين منه المُلْك، وأعطاه لابن أخته بهاء الدّين.

وعَظُم شأَنُه، وعلا محلُّه، وأحبّه أمراءُ الغُوريَّة. فلمّا قُتل الآن خالُه، سار إليه بعض الأمراء فَعرّفَهُ، فكتب إِلى الأمراء: إنّني واصل. وكتب إِلى علاء الدّين مُحَمَّد بْن عليّ ملك الغوريَّة يستدعيه إِلَيْهِ، وإلى غياث الدّين محمود ابن السّلطان غياث الدّين خاله، وإلى حسين بْن جرميك والي هَرَاة، يأمرهما بإقامة الخُطْبَة لَهُ. وأقام أهل غَزْنة ينتظرونه، ومالت الأتراك الخاصّكيَّة إِلى غياث الدّين ابن أستاذهم، فلمّا سار من باميان ومعه ولداه: علاء الدّين مُحَمَّد، وجلال الدّين، وَجَد صُداعًا فنزل، فقوي بِهِ الصُّداع وعظُم، فأيقن بالموت، فأحضر ولديه، وعَهِدَ إِلى علاء الدّين، وأمرهما بقصد غَزْنة، وضَبْط المُلْك والرّفق بالرعيّة، وبذل الأموال. ثُمَّ مات، فصار ولداه إلى غزنة، فنزلا دار الملك، وتسلْطَنَ علاء الدّين، وأنفق الأموالَ فلم يُطِعه ألْدُزُ، وجَيَّش وسار إِلى غَزْنة، فالتقاه عسكرُ علاء الدّين فانهزموا، وأحاط ألْدُز بالقلعة، وحَصَرَ علاء الدّين، ثمّ نزل بالأمان وحلف لَهُ ألْدُز، ورَدَّ إِلى باميان في أسوأ حال، فإنّ الأتراك نهبوه.


[١] يريد كتاب «تلبيس إبليس» للرازي، وهو مشهور.
[٢] سورة غافر، الآية ٤٣.
[٣] في الكامل ١٢/ ٣١٦- ٢٢٠.