قَالَ الدُّبَيْثِيّ [١] : حنبل، أَبُو عَبْد الله، كَانَ دلّالا في بيع الأملاك. سُئل عَنْ مولده، فذكر ما يدلّ عَلَى أَنَّهُ في سنة عشر أو إحدى عشرة وخمسمائة.
قَالَ: وتُوُفّي بَعْدَ عَوْدِه من الشام في ليلة الجمعة رابعَ محرّم سنة أربع.
قَالَ ابن الأنماطيّ: أسمعه أبوه «المسند» بقراءة ابن الخشّاب في شهري رجب وشعبانُ سنةَ ثلاثٍ وعشرين، وسمعتُ منه جميعَ «المُسند» ببغداد، أكثره بقراءتي عَلَيْهِ في نَيِّفٍ وعشرين مجلسا، ولمّا فرغتُ من سماعه، أخذتُ أُرغِّبهُ في السفر إِلى الشّام فقلت: يَحْصُلُ لك من الدّنيا طَرَفٌ صالح، وتُقبل عليك وجوهُ الناس ورؤساؤهم. فقال: دعني، فو الله ما أُسافر لأجلهم، ولا لما يَحْصُل منهم، وإنّما أسافر خدمة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أروي أحاديثَه في بلدٍ لا تُروى فيه. ولما عَلِم الله منه هذه النّيَّة الصّالحة أقبل بوجوه النّاسِ إِلَيْهِ وحَرَّك الهِممَ للسّماع عَلَيْهِ، فاجتمع إِلَيْهِ جماعةٌ لا نعلمها اجتمعت في مجلس سماع قبل هذا بدمشق، بل لم يجتمع مثلُها قطّ لأحدٍ ممّن روى «المُسْند» .
قلتُ: سَمِعَ من حنبل خلق كثير منهم: الضّياء، والدّبَيْثِيّ، وابنُ النّجّار، وابنُ خليل، والملكُ المحسن وهو الّذي أحضره وأمّره وأعطاه، والتّقيّ أحمد ابن العزّ، والفقيه اليونينيّ، وأبو الطّاهر ابن الأنماطيّ، والتّاج