للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ حُمَيْدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَاهُ قَالَ [حِينَ احْتُضِرَ] : اللَّهمّ أَمَرْتَ بِأُمُورٍ وَنَهَيْتَ عَنْ أُمُورٍ، تَرَكْنَا كَثِيرًا مِمَّا أَمَرْتَ، وَوَقَعْنَا فِي كَثِيرٍ مِمَّا نَهَيْتَ، اللَّهمّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. ثُمَّ أَخَذَ بِإِبْهَامِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَلِّلُ حَتَّى تُوُفِّيَ [١] .

وَقَالَ أَبُو فِرَاسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّ عَمْرًا تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ وَدَفَنَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْعِيدِ.

قَالَ اللَّيْثُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَابْنُ بُكَيْرٍ، وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةَ عِيدِ الْفِطْرِ، زَادَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: وَسِنُّهُ نَحْوَ مِائَةِ سَنَةٍ.

وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [٢] : وَعُمْرُهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ سنة.

وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ.

(فَائِدَةٌ) ، قَالَ الطَّحَاوِيُّ: ثَنَا الْمُزَنِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قال:


[ () ] أحد من الناس أبغض إليّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أحبّ إليّ من أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله أبسط يدك لأبايعك، فبسط يمينه، فقبضت يدي، فقال:
ما لك يا عمرو! فقلت: أردت أن أشترط. فقال: تشترط ماذا؟ قلت: يغفر لي. قال: أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله، فبايعته، وما كان أحد أجلّ في عيني منه، إني لم أكن أستطيع أن أملأ عيني منه إجلالا، فلو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، فلو متّ. على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة. ثم ولّينا أشياء لا أدري ما حالي فيها، فإذا أنا متّ فلا تتبعني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني في قبري فسنّوا على التراب سنّا، فإذا فرغتم من دفني فأقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، حتى أعلم ما أراجع به رسل ربّي، فإنّي أستأنس بكم. معنى حديثهم واحد.
والحديث في الاستيعاب ٢/ ٥١٤، والبداية والنهاية ٨/ ٢٦ وقال: وقد روى مسلم هذا الحديث في صحيحه من حديث يزيد بن أبي حبيب بإسناده نحوه، وفيه زيادات على هذا السياق..
[١] تاريخ دمشق ١٣/ ٢٦٨ ب.
[٢] في تاريخ الثقات ٣٦٥ وفيه: مات وهو ابن تسع وسبعين سنة!.