للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ضياء الدّين [١] مصنّف «المثل السّائر» ، والآخر عزّ الدّين عليّ [٢] صاحب «التّاريخ» .

وقال ابن خَلِّكان [٣] : لَهُ كتاب «الإِنصاف في الجمع بين الكشف والكشّاف» تفسيريّ الثّعلبيّ والزَّمَخْشَريّ، وله كتاب «المصطفى المختار في الأدعية والأذكار» ، وكتاب لطيف في صنعة الكتابة، وكتاب «البديع في شرح الفصول في النّحْو لابن الدّهّان» ، وله «ديوان رسائل» رحمه الله [٤] .

قلتُ: روى عَنْهُ ولدُه، والشّهابُ القُوصيّ، وغيرُ واحد. وعاش ثلاثا وستّين سنة، سنّ نبيّنا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنّ خير هذه الأمّة بعد نبيّها بشهادة أمير المؤمنين عليّ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لهما وهما أَبُو بَكْر وعمر- رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-.

آخر من روى عَنْهُ بالإِجازة فخر الدّين ابن البخاريّ [٥] .

قَالَ ابن الشّعَّار [٦] : كَانَ كاتبَ الإِنشاء لدولة صاحب المَوْصِلِ نور الدّين أرسلانَ شاه بْن مسعود بْن مودود. وكان حاسبا كاتبا ذكيّا. إلى أن قال: ومن


[١] هو أبو الفتح نصر الله المتوفى سنة ٦٣٧ هـ.
[٢] هو صاحب «الكامل» المتوفى سنة ٦٠٣ هـ.
[٣] في وفيات الأعيان ٤/ ١٤١.
[٤] وزاد ابن خلّكان في ترجمته: وحكى أخوه عز الدين أبو الحسن علي أنه لما أقعد جاءهم رجل مغربيّ، والتزم أنه يداويه ويبرئه مما هو فيه، وأنه لا يأخذ أجرا إلّا بعد برئه، فملنا إلى قوله، وأخذ في معالجته بدهن صنعه، فظهرت ثمرة صنعته ولانت رجلاه وصار يتمكّن من مدّهما، وأشرف على كمال البرء، فقال لي: أعط هذا المغربي شيئا يرضيه واصرفه، فقلت له: لماذا وقد ظهر نجع معاناته؟ فقال: الأمر كما تقول، ولكني في راحة مما كنت فيه من صحبة هؤلاء القوم والالتزام بأخطارهم، وقد سكنت روحي إلى الانقطاع والدعة، وقد كنت بالأمس وأنا معافى أذل نفسي بالسعي إليهم، وها أنا اليوم قاعد في منزلي، فإذا طرأت لهم أمور ضرورية جاءوني بأنفسهم لأخذ رأيي، وبين هذا وذاك كثير، ولم سبب هذا إلّا هذا المرض، فما أرى زواله ولا معالجته، ولم يبق من العمر إلّا القليل، فدعني أعيش باقيه حرّا سليما من الذّل وقد أخذت منه بأوفر حظ. قال عز الدين:
فقبلت قوله وصرفت الرجل بإحسان.
[٥] هو صاحب المشيخة المشهورة، توفي سنة ٦٩٠ هـ.
[٦] في عقود الجمان ٦/ ورقة ١٥.