[٢] وقال ابن نقطة: سمعت بعض أصحابنا يلعنه ويقع فيه، فسألت عن سبب ذلك؟ فأخبرت أنه أدخل للشيخ جزءا في جزء وأراد أن يقرأ عليه الجزءين معا، ففطن له فقال: أتستغفلني وتفعل بي مثل هذا أم لا أسمعك شيئا، قم عنّي! وما أسمعه شيئا حتى مات. (التقييد ٣٩٧) . وقال ابن النجار: طلب من الشام للسماع عليه فتوجّه إلى هناك، وحدّث بإربل، والموصل، وحرّان، وحلب، وأقام بدمشق مدة طويلة، وروى أكثر مسموعاته. وحصّل مالا حسنا، وعاد إلى بغداد وأقام بها يحدّث إلى حين وفاته. وكان يعرف شيوخه ويذكر مسموعاتهم. وكانت أصول سماعاته بيده، وأكثرها بخط أخيه. وكان يكتب خطا حسنا، وكان متهاونا بأمور الدين. رأيته غير مرة يبول من قيام، فإذا فرغ من إراقة بوله أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاء. وكنا نسمع منه أجمع، فنصلّي ولا يصلّي معنا، ولا يقوم لصلاة، وكان يطلب الأجر على الرواية، إلى غير ذلك من سوء طريقته. (المستفاد ٢١١) . وقال ابن المستوفي: كان سبب وروده إربل أن الفقير أبا سعيد كوكبوري بن علي، لما بنى دار الحديث لم يكن بإربل من يسمّع بها، فمرّت على ذلك مدّة، فأنهيت هذا الحال إليه، فقال: كيف الطريق إلى ذلك؟ فقلت: إحضار مشايخ من بغداد عندهم حديث يسمع عليهم، ثم عيّنته وعيّنت حنبلا لسماع المسند. فكتب كتابا إلى الديوان العزيز- أجلّه الله- يطلبهما، وأنفذ لهما نفقة تامة، فوصلا في سنة اثنتين وستمائة، فنزلا بدار الحديث