الرحمن الرحيم» في فريضة ولا نافلة مذ أَمَمْتُ بالنّاس. فالتفت إليَّ والدي، وقال: احفظْ.
سمعت أبا غالب مظفّر بن أسعد ابن القلانسيّ، قَالَ: كَانَ والدي يُرسل إِلى الشيخ أَبِي عُمَر شيئا كلّ سنة، فأرسل إليه مرَّة دينارين فردّهما، قَالَ:
فضاق صدري، ثُمَّ فكّرتُ، فوجدتها من جهة غير طيبة، قَالَ: فبعث إِلَيْهِ غيرهما من جهة طيّبة، فقبلهما، أو كما قَالَ.
حدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ عُمَر، قَالَ: حكت زوجته- يعني أمّ عَبْد الرَّحْمَن آمنة بنت أَبِي موسى- أنّها لم تحمل بولدٍ قطّ إلّا علمت من كلامه وحاله ما حَمْلُها من ذكر أو أنثى، فمرَّةً أتاه رجلٌ بغنمه هدية، فَقَالَ:
هذه نتركها حتّى تِلدي ونشتري أخرى ونذبحها عقيقة. قالت: ويجيء لنا ابن؟
فضحك، فولد لَهُ بعد أيام ابنه سُلَيْمَان. وفي مرَّة أخرى حملتُ، فَقَالَ: كَانَ اسم أَبِي أَحْمَد ففي هذه النّوبة أُسمي ابْنَهُ أَحْمَد، فولدتُ لَهُ ابنَهُ أَحْمَد. ومرة أخرى حملتْ ورآها وهي تُخاصم بنتها، فَقَالَ: هذا حالك وهي واحدة، فكيف إذَا صارت اثنتين؟ فولَدَتْ بنتا. وأمثال ذَلِكَ.
وسمعت أَحْمَد بْن عَبْد المَلِك بْن عُثْمَان، قَالَ: جاء أَبُو رضوان وآخر إِلى الشيخ أَبِي عُمَر، فقالا لَهُ: إنّ قُراجًا قد أخذ فلانا وحبسه، فادعُ عَلَيْهِ، فباتا عند الشيخ، فلمّا كَانَ الغد، قَالَ: قُضِيَتْ حاجتكم، فلمّا كَانَ بعد ساعة إذَا جنازة قُراجا عابرة.
سَمِعْتُ أبا مُحَمَّد عَبْد الرّزّاق بْن هبة الله بْن كتائب، قَالَ: سَمِعْتُ رجلا صالحا يَقُولُ: أقام الشيخ أَبُو عُمَر قطبا ستّ سنين. ثُمَّ ذكر الضّياء حكايتين في أنّ أبا عُمَر صار القطب في أواخر عمره، وقال: سمعت أبا بكر بن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ يَقُولُ: إنّه رأى رجلا من اليمن بمكّة، فذكر أنّهم يستسقون بالشيخ أَبِي عُمَر وأنّه من السبعة، أو كما قَالَ.
سَمِعْتُ الزّاهد أَحْمَد بْن سلامة النّجّار، حدّثنا الفقيه عبد الرّزّاق ابن أبي