وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان محدّثا مكثرا، ثقة، ضابطا عاقدا للشروطي، مبرّزا في العدالة، زكيا فاضلا، بارع النظم والنثر، رائق الخط قويّه، وله ردّ على ابن غرسية اللعين في رسالته الشعوبية، وغير ذلك من المنشئات، واستقضي بقصر كتامة. وأنشدت على شيخنا أبي علي الماقري وكتب لي من كتابه قال: أنشدنا الفقيه أبو الحسن بن أبي قوة- رضي الله عنه- لنفسه: أردنا طلاب العلم مع طلب الغنى ... ولم نقتصر في الجانبين على قسم ففازت ذوو الشأنين كلّ بشأنه ... فلا نحن في مال ولا نحن في علم وأنشدت عليه أيضا، وقد كتب لي من كتابه، قال: أنشدنا أبو الحسن أيضا لنفسه: أرواحنا هي أجناد مجنّدة ... بالبعد تنكر أو بالقرب تعترف فما تناكر منها فهو مختلف ... وما تعارف منها فهو مؤتلف قال المصنّف عفا الله عنه: نظم فيه معنى الحديث المرويّ عن النبي صلّى الله عليه وسلم: «القلوب جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» . توفي بمراكش سنة ثمان وستمائة، وقد أدركت بها بعض عقيبه، ثم انقرضوا، رحمهم الله. [٢] انظر عن (علي بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي وكمبرج) ورقة ١٦٧، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة ٤٨، والتكملة لوفيات النقلة ٢/ ٢٣٤ رقم ١٢١٦، والمختصر المحتاج إليه ٣/ ١٤٤ رقم ١٠٦٠. [٣] وقال المنذري: لنا منه إجازة كتب بها إلينا من بغداد في شهر رمضان سنة سبع وستمائة. (التكملة) .