للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَبُو المُظَفَّر الدُّوري، الواعظ ابن الحَنْبَلِيّ.

وُلد سنة سبع عشرة وخمسمائة.

وكان يمكنه السماع من هبة الله بن الحصين. ولكنّه إنّما قدِم بَغْدَاد شابّا فسمع من أحمد ابن الطّلايَّة، وابن ناصر، والوزير أَبِي نصر المُظَفَّر بن عبد الله بن جهير، وجماعة.

وكان يتكلّم في الوعظِ.

شاخ وعجز عن الحركة.

وَكَانَ شيخا صالحا مُتعبّدًا.

رَوَى عَنْهُ الدُّبَيْثِي وَقَالَ [١] : تُوُفِّي في شعبان.

وَقَالَ أَبُو شامة [٢] : كان ابن البلّ يضاهي أبا الفرج ابن الْجَوْزيّ حَتَّى قِيلَ لَهُ: أيُّما أعلم أَنْتَ أم أَبُو الفَرَج؟ فَقَالَ: ما أرضاه يقرأ عَليّ الفاتحة! فبلغ ذَلِكَ ابن الْجَوْزيّ، فَقَالَ: ما أقرأ عَلَيْهِ الفاتحة بل اقرأ عَلَيْهِ: «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ١١٢: ١» . وَكَانَ يتعصّب لَهُ حاكة [٣] قَطُفْتا [٤] ، ويحضره خلق كثير، إلى أن جرت لولده خصومة مَعَ بعض غلمان الجهة [٥] أمّ الخليفة، فاستطال عَلَيْهِ، وأعانه والده فمنع من الوعظ وإلى أن مات.

(وأنشد عَنْهُ ابن النَّجَّار لنفسه:


[٢٤٣،) ] وتوضيح المشتبه ٢/ ٥٥، وعقد الجمان ١٧/ ورقة ٣٤٩، ٣٥٠، وشذرات الذهب ٥/ ٢٨، والمنهج الأحمد ٣٣٨، والمقصد الأرشد رقم ١٠٢٨، والدر المنضد ١/ ١٣٤ رقم ٩٥٥.
[١] في ذيل تاريخ مدينة السلام ٢/ ١٤٦، ١٤٧.
[٢] في ذيل الروضتين ٨٨.
[٣] في ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٧٥ «حاكم» وهو تحريف.
[٤] قطفتا: بالفتح ثم الضم، والفاء ساكنة، وتاء مثنّاة من فوق. قال ياقوت: كلمة عجمية لا أصل لها في العربية في علمي، وهي محلّة كبيرة ذات أسواق بالجانب الغربي من بغداد ... (معجم البلدان ٤/ ٣٧٤) .
[٥] في الوافي بالوفيات ٤/ ١٨١: «الجهنية» وهو تحريف، يوضحه الكلمة التالية بعدها مباشرة، فالجهة هي أم الخليفة، وهو لقب واستعمال شائع لأمّهات الخلفاء العباسيين.