للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلّامة تاجُ الدّين، أَبُو اليُمن الكِنْدِيّ، البَغْدَادِيّ، المُقْرئ، النَّحْوِيّ، اللُّغَويّ.

وُلِدَ في شعبان سنة عشرين وخمسمائة.

وحفِظَ القرآن وهو ابن سبع سنين، وكمّل القراءات العَشْر وَلَهُ عشر سنين.

وَكَانَ أعلى أهلِ الْأرض إسنادا في القراءات، فإنّي لَا أعلم أحدا من الأمّة عاش بعد ما قرأ القراءات ثلاثا وثمانين سنة غيره. هَذَا مَعَ أَنَّهُ قرأ عَلَى أسْنَدِ شيوخ العصر بالعراق، ولم يَبْقَ أحدُ ممّن قرأ عَلَيْهِ مثل بقائه ولا قريبا منه، بل آخر من قرأ عليه الكمال ابن فارس وعاش بعده نيّفا وستّين سنة. ثُمَّ إِنَّهُ سَمِعَ الحديث عَلَى الكبار، وبقي مُسْنَد الزّمان في القراءات والحديث.

قرأ القراءات المشهورة والغريبة فأكثر عَلَى شيخه ومُعلّمه وأُستاذِهِ الإِمَام أَبِي مُحَمَّد سِبط أَبِي منصور الخَيَّاط، وأفادهُ، وحرص عَلَيْهِ في الصِّغر، وأسمعهُ الحديث، وأرسلهُ إلى الشيوخ الكبار، فقرأ «بالكفاية في القراءات السِّت» [١] عَلَى الإِمَام المُعَمِّر أَبِي الْقَاسِم هبة الله بن أحمد ابن الطَّبَر الحريريّ. وقرأ «بالموضح في القراءات العَشْر» [٢] على مؤلّفه أَبِي منصور مُحَمَّد بن عَبْد الملك بن خَيْرون.

وقرأ للسبعة عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم خطيب المُحوّل، وَعَلَى أبي الفضل محمد ابن المُهْتدي باللَّه.

ثُمَّ سَمِعَ الحديث من: القاضي أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وأبي القاسم هبة الله ابن الطَّبر، وأبي منصور القَزَّاز، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد بن تَوْبة وأخيه عَبْد الجبّار، وَأَبِي الْقَاسِم ابن السّمرقنديّ، وأبي الفتح ابن البيضاويّ، وطَلْحة بن عَبْد السَّلَام الرُّمّانيّ، وَيَحْيَى بن عليّ ابن الطَّرّاح، وَأَبِي الْحَسَن بْن عَبْد السَّلَام، وَأَبِي


[٦] / ٢١٦، ٢١٧، وتاريخ ابن الفرات ج ٥ ق ١/ ٢١٥، ٢١٦، وبغية الوعاة ١/ ٥٧٠- ٥٧٣، وشذرات الذهب ٥/ ٥٤، ٥٥، وروضات الجنات ٣/ ٣٩٤- ٣٩٧، والدارس في تاريخ المدارس ١/ ٤٨٣- ٤٨٦، وكشف الظنون ٦، ٧١٤، ٨١٢، ١٦٧٠، ١٦٩٧، ١٩٢٥، ومعجم المؤلفين ٤/ ١٨٩.
[١] تأليف شيخه أبي محمد سبط الخيّاط. (انظر كشف الظنون ١٤٩٩) .
[٢] انظر: كشف الظنون ١٩٠٤.