[٢] وقال ياقوت: فارقته في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة بالقاهرة يحيا، ولقيته بها وهو شيخ ظريف واسع الخلق، شائع الكرم، جمّاعة للكتب، وحضرت داره، واشترى منّي كتبا، وحدّثني أن عنده من الكتب ما لا يعلم مقداره، إلا أنه ذكر لي أنه باع منها أربعة آلاف مجلّد في نكبة لحقته، فلم يؤثر فيها، وسألته عن مولده، فقال: ولدت سنة ستة وعشرين وخمسمائة، فيكون عمره إلى وقتنا هذا اثنتي وسبعين سنة، وكان قد أقعد لا يقدر على الحركة، إلّا أنه صحيح العقل والذهن، والفطنة والبصر، يقرأ الخط الدقيق كقراءة الشّبان، إلّا أنّ سمعه فيه ثقل، وكان ذلك يمنعني من مكاثرته ومذاكرته. وكان السلطان صلاح الدين- رحمه الله- قد أقطعه ضياعا بمصر، فهو يصرفها في مصالحه، وأجراه الملك العادل، أخو صلاح الدين على ذلك، وكان الملك الكامل بن العادل يحترمه ويعرف له حقّه. (معجم الأدباء) . وقد ذكر العماد بعض شعره في الخريدة، وكذلك ياقوت في معجمه. [٣] انظر عن (مسعود بن أبي الفضل) في: بغية الطلب (المصوّر) ٧/ ٢٩٥ رقم ١٧٥٤، وذيل