ومن حمل إليه في تِلْكَ الْأيام شيئا من المأكول وغيره، كتب لَهُ توقيعا بمنصب جليل، وربّما كَانَ الرجل يتولّى كتابة توقيع نفسه لعدم مُوقّع، فأمضاها بعد ولده جلال الدِّين. ثُمَّ حلّ بِهِ الحِمام، وانقضت الْأيام، فغَسَّله شمسُ الدِّين محمود الجاويش، ومقرّب الدِّين الفرّاش، وما كَانَ عنده كفن، ودفن بالجزيرة.
أذلَّ المُلُوكَ وصادَ القُرُومَ ... وصيَّرَ كُلَّ عزيزٍ ذليلا
وحفَّ الملوكُ بِهِ خاضعين ... وزُفُّوا إِلَيْهِ رَعيلًا رعيلا
فَلَمَّا تمكَّنَ منْ أمرِه ... وصارت لهُ الْأرضُ إِلَّا قليلا
وأوهَمَهُ العزُّ أَنَّ الزمانَ ... إِذَا رامهُ ارتدَّ عَنْهُ كليلا
أتتْه المَنيَّةُ مُغتاظةً ... وسلَّتْ عَلَيْهِ حساما صقيلا
كذلك يُفعل بالشّامتينِ ... ويُفنيهم الدهرُ جيلا فجيلا
٤٧٨- مُحَمَّد بن ثَروان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصَّمَد بْن عَبْد الباقي.
الزّاهد، القدوة، أَبُو عَبْد الله القضاعيّ، القيسيّ، التّدمريّ. شيخ تدمر.
تُوُفِّي في رمضان من السنة، وَلَهُ ثلاثٌ وستّون سنة.
وقد صحب والده الشَّيْخ الكبير ثروان، صاحب الشَّيْخ أَبِي البيان القُرَشِيّ الدِّمَشْقِيّ، رحمهم اللَّه.
نقلته من تعاليق عَلَم الدِّين البِرْزَاليّ.
٤٧٩- مُحَمَّد بن الحَسَن بن عليّ.
أبو الحسن ابن النَّجَّار البَغْدَادِيّ الضّرير، المُقْرِئ.
قرأ بالروايات الكثيرة عَلَى أَبِي الحَسَن بن المُرَحَّب البطائحيّ، وَسَمِعَ منه ومن شُهدة. وأقرأ، وَحَدَّثَ.
وعاش سبعين سنة، ومات في جُمَادَى الْأولى.
٤٨٠- مُحَمَّد بن ريحان بن عبد الله [١] .
[١] انظر عن (محمد بن ريحان بن عبد الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة ٤٣، والتكملة لوفيات النقلة ٣/ ٨ رقم ١٧٢٦ و ٢٤ رقم ١٧٦٠، والمختصر المحتاج إليه (المستدرك) ٢/ ٢٨٦ رقم ٨٥.