وقال ابن المستوفي: ورد إربل قديما ثم غاب زمانا وأتاها في زمن أبي سعيد كوكبوري بن علي، فهو يتردّد إليها في كل سنة رغبة في الصدقة عليه. أخذ أجزاء كثيرة من حديث أبي الوقت عبد الأول بن عيسى- رحمه الله- بإفادة الشيخ الإمام أبي الحسن صَدَقة بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن وزير الواسطيّ- رحمه الله- وكان صحبه من واسط إلى بغداد، وأقام في صحبته. ولقي غير أبي الوقت، إلّا أن أحسن سماعه عن أبي الوقت، ويدّعي شيئا لا لحاجة في المسألة وحرصه على تحصيل دنيا، وهو بخيل شحيح. وكان يكتب في التسميع: «المقرئ» ، ولم يكن- إن شاء الله- قارئا فكيف مقرئا؟ وأسمع بإربل بدار الحديث المظفرية وغيرها، مثل حلب ودمشق وغيرهما، جملة من كتب وأجزاء. ... وحدثني من لفظه قال: حضرت طعام هذي بن جورين ابن الكردي، فتروّحت بكمّي من كثرة الذبّان، وسمعني أقول: ليت في بيتي مثل هذا الذبّان، فأمر لي بعشرة قواصر تمر، وعشر جرار سيلان، ومن جميع ما حصل عنده من الحلاوة. قال: ويقال: إنه حضره مال كثير في.