للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكى أميرٌ قال: حملنا على الخُوارزْميّ فوقع عسكره في وادٍ وهَلَكوا، زحمناهم على سفْح يُفضي إلى وادٍ عميق، فَتَكَرْدَسوا بخيولهم، فتقطّعوا إرْبًا إرْبًا. وأشرفنا على الوادي ثاني يوم فرأيناهُ مملوءا بالهَلْكى لم نجد فيهم حيّا إلّا خادَم الخُوارزْميّ مكسورَ الرِّجل، وأقمنا أيّاما نُقَلِّب القتلى لعلّ أن يكون فيهم جلال الدِّين الخُوارزْميّ. وأُسر خلْق من خواصّه وأَعلامه وسَناجقه. وذكروا أنَّ العربَ أخذوا من خيمته باطية ذهبٍ وزنها خمسةٌ وعشرون رطلا، فنفلَهُم إيّاها الملكُ الأشرف.

والعجبُ أنّ هذه الوقعة لم يُقتل فيها من عسكر الشّام أحد، ولا جُرح فَرَس إلّا رَجل مِن عسكر حمص جُرِح بسَهْم. وزالت هيبةُ الخُوارزْميَّة من القلوب، وزال سعدهم.