وقال ابن الحاجب: مولده سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ودرَّس بالكلَّاسَةِ، والأَكزيَّة، وهُوَ مِن بيت ابن طُلَيْس.
٢٤٤- عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم [١] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل بن منصور. الإمام، بهاء الدِّين أبو محمد المَقْدِسيُّ، الحَنْبَليّ.
وُلِدَ بقرية السَّاويا من الأرض المُقدَّسَةِ في سنة خمس أو ستّ وخمسين وخمسمائة. وكان أبوهُ يَؤُمُّ بأهلها، وهي من عَمَل نابلس. وأُمُّه ستُّ النّظر بنت أبي المكارم. هاجَرَ به أبوه نحوَ دمشق سِرًّا وخِفْيه من الفِرَنْج والبلادُ لهم، ثمّ سافَرَ أبوه إلى مصرَ تاجرا، فماتت أُمُّهُ وكَفِلَتْهُ عَمَّتُه فاطمة زوجةُ الشيخ أبي عُمَر. ولَمّا قَدِمَ الحافظُ عبدُ الغنيّ من الإِسكندرية دَرَّبَهُ على الكِتابة، وأعطاه رِزْقًا، وخَتَمَ القرآن في نحو سَنَة سبعين. ثمّ رَحَلَ في سَنَةِ اثنتين وسبعين في حلبة الشيخ العِماد، فسَمِعَ بحرَّان من أحمد ابن أبي الوفاء، وكان بحرَّان سُلَيْمانُ بن أبي عطاف، وغيرُه من المقادسة.
قال البهاءُ: فألِفْتُهم وأُشِيرَ عليَّ بالمَقام بها لأُجَوِّد حفظَ الخَتْمةِ، فقعدتُ بها في دار ابن عَبْدوس فأحسن إليَّ، وقرأت القرآن على جماعةٍ في ستّة أشهر، وصلّيت التّراويح بهم وكنتُ أستحي كثيرا فَأَفْرُغُ وقد ابتلَّ ثوبي من العَرَق في البَرْد، فجمعوا لي شيئا من الفِطْرة من حيثُ لا أعلم، واشترى لي ابن عَبْدوس دابَّةً وجَهَّزني، وسافرتُ مع حُجَّاج حَرَّان إلى بغدادَ، وقد سبقني
[١] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة ٣/ ٢١٢ رقم ٢١٧٣، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي ١٥/ ٢٣٤، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٢٨، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٥٧، والمعين في طبقات المحدّثين ١٩٣ رقم ٢٠٤٨، والعبر ٥/ ٩٩، والمختصر المحتاج إليه ٢/ ١٩٤ رقم ٨٤٢، وسير أعلام النبلاء ٢٢/ ٢٦٩- ٢٧١ رقم ١٥٤، والذيل على طبقات الحنابلة ٢/ ١٧٠- ١٧٢، ومختصره ٦٢، والمنهج الأحمد ٣٦١، وتاريخ علماء بغداد للسلامي ٧٨٠، والوافي بالوفيات ١٨/ ٩٦ رقم ١٠٦، وذيل التقييد ٢/ ٨١ رقم ١١٩٠، والمقصد الأرشد، رقم ٥٦٤، والنجوم الزاهرة ٦/ ٢٦٩، والدر المنضد ١/ ٣٥٦ رقم ١٠٠١، والتذكرة لابن عبد الهادي، ورقة ٢٧، وتاريخ ابن الفرات ١٠/ ورقة ٩٩، وشذرات الذهب ٥/ ١١٤، ومعجم المؤلفين ٥/ ١١٢.