وأنشدنا أبو محمد: أغلا القرطاس أم قد أصبحت ... بعد سعدى أحبل الوصل جذاذا فليس إلّا عن قلى أو ملل ... قطع أخبارك وإلّا فلماذا؟ وكان أبو محمد بن أبي السنان يدعى «ابن الحدوس» ، وبهذا الاسم يعرفون. وهو خفيف العارضين، صغير اللحية. وله أخ كثّ العارضين كثير اللحية، يسمّى: أبا البركات عليّا. فكان إذا سمع أخاه أبا محمد كتب في نسبه «ابن أبي السنان» يقول: والله ما أعرف في نسبنا هذا الاسم. ومما أنشدني غير واحد من المواصلة عن أخيه يذكر ذلك قوله: أنا ذقني ذقن العوام ولكن ... أخي الشيخ ذقنه ذقن تركي ما كان في أصلنا سنان ... كلّا، ولا صارم يمان أنا أخوك الكبير قل لي ... من كان هذا «أبو السنان» ؟ أنشدني الشيخ أبو محمد عبد الله بن الحسن الشاهد بالموصل بديهة: ما كان تركي ضمّه وعناقه ... عند اللقاء تجنّبا وملالا لكنّني أعظمته لما بدا ... فتركت ذاك لقدره إجلالا وأنشدني- أيده الله- لنفسه بديهة في النقيب شرف الدين محمد بن زيد، وكان مريضا ودخل عليه يعوده: مولاي يا شرف الدين الّذي شهدت ... بفضله محكم الآيات والسّور ويا ابن بنت رسول الله ما أحد ... أحقّ منك بتفضيل على البشر ومن سحائب كفّيه إذا هطلت ... تنوب في الجدب عن مثعنجر المطر ومن إذا رمت إحصاء مناقبه ... أدّى بي الأمر عن عجز إلى حصر حاشى لمجدك من شكوى تعادلها ... يا من تشكّيه في سمعي وفي بصري وأنشدني لنفسه، وعمله ارتجالا: كيف يهنّى يوم عيد ... من هو عيد لكل يوم (تاريخ إربل) . [١] انظر عن (عبد الرحمن بن إسماعيل) في: الوافي بالوفيات ١٨/ ١١٣ رقم ١٢٧، وبغية الوعاة ٢/ ٧٨.