[٢] وقال ابن النجار: كان والده من موالي العزيز بن نظام الملك، وكان من الأجناد البغدادية، ولد عليّ هذا ببغداد في العاشر من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وستين وخمسمائة. وقرأ القرآن وجوّده، وقرأ النحو على شيخنا الوجيه أبي بكر الواسطي. ثم سافر إلى الشام ونزل دمشق، وصحب شيخنا أبا اليمن الكندي، وقرأ عليه الأدب حتى برع فيه وصار من الأدباء المذكورين بالفضل ومعرفة العربية، وقرأ عليه الناس، وأثرى وكثر ماله، وقدم علينا بغداد في سنة تسع وستمائة ورأيته بها. وقد كنت رأيته قبل ذلك بدمشق وأذكره قديما قبل سفره إلى الشام في مسجد يقرأ عليه الصبيان القرآن، وكان كيّسا حسن الأخلاق متودّدا. أنشدني ياقوت بن عبد الله الأديب بحلب أنشدني أبو الحسن علي بن بكمش التركي النحويّ لنفسه: وقائلة: بغداد منشؤك الّذي ... نشأت به طفلا عليك التمائم فما بالها تشكو جفاءك معرضا ... أما آن أن يقضى إليها الغرائم فقلت لها: إني الفريد وإنها ... أوال مغاص الدر والحرو (؟) عايم