للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدِّين بن صابر. ومن شِعْره في جاريته السوداء.

وجَارِيةٍ مِنْ بَنَاتِ الحُبُوش ... بذَاتِ جُفُون صِحَاحٍ مِرَاض

تَعشَّقْتُها للتَّصابي فَشِبْتُ ... غَرَامًا ولم أَكُ بالشَّيْبِ راض

وكُنْتُ أُعِّيرُهَا بالسَّواد ... فَصَارَت تُعَيِّرُني بالبَيَاض

[١] ٣٨٢- يعيش بن عليّ [٢] بن يَعيش بن مسعود بن القَديم الأَنصاري.

الشَّلْبيُّ، الأَنْدَلسِيّ، أبو البقاء وأبو مُحَمَّد وأبو الحَسَن.

روى عن: أبي القاسم القِنْطريّ، وأبي الحَسَن عَقِيل، وموسى بن قاسم، وأبي عبد الله بن زرقون، وجماعة.

وأجاز لَهُ أَبُو القاسم بْن بَشْكُوالَ، وَأَبُو الحَسَن الزُّهْريّ.

وفي مشايخه كثرة. وقد سَمِعَ بفاس من أبي عبد الله بن الرّمّامة، وعليّ ابن الحسين اللّواتيّ، وأبي عبد الله بن خليل الإِشْبِيليّ.

وكان من أهل المعرفة بالقراءات، والإِكثار من الحديث مع الضَّبْطِ والعدالة. وأَلّفَ «فضائل مالك» ، وكتابا في القراءات.

حدَّث عنه: أبو الحَسَن ابن القَطّان، وأبو العباس النَّباتيّ، وأبو بكر بن غَلْبون، وجماعة. ومن المُكثرين عنه ابن فرتون، وقال: عاش سبعا وتسعين سَنَة.

وقال ابن مَسْدِيّ: شيخُنا أبو البقاء نزيلُ فاس، أعذبُ مَنْ لقينا بالقرآن لِسانًا، كتب بخطّه نيّفا على خمسمائة مجلّد. أخذ القراءات عن عَقيل بن العقل الخَوْلانيّ، وعن موسى بن القاسم. وسَمِعَ من جماعة، تفرَّد عنهم، ولم يزل يسمع إلى حين وفاته.


[١] ومن شعره:
كيف يسخو العاشق بوصال ... باخل في الكرى بطيف الخيال
علق القرط حين بلبل صدغيه ... بداج من فرعه كالليالي
فرأينا الدّجى وقد سحب البدر إليه ... من قرطه بهلال
[٢] انظر عن (يعيش بن علي) في: تكملة الصلة لابن الأبار (نسخة الأزهر) ٣/ ورقة ١٤٩، وغاية النهاية ٢/ ٣٩١، ٣٩٢ رقم ٣٩٠٤، ولم يذكره كحّالة في معجم المؤلفين ولا في المستدرك مع أنه من شرطه.