وقد أخرج البخاري في الفرائض ١٢/ ٤٦: بأب من ادّعى إلى غير أبيه، من طريق مسدّد، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد بن مهران الحذّاء، عن أبي عثمان النهدي، عن سعد رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم يقول: «من ادّعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام» . فذكرته (أي ذكره أبو عثمان النهدي) لأبي بكرة، فقال: وأنا سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأخرجه مسلم (٦٣) من طريق: عمرو الناقد، حدّثنا هشيم بن بشير، أخبرنا خالد عن أبي عثمان قال: لما ادّعي زياد لقيت أبا بكرة، فقلت له: ما هذا الّذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول: سمع أذناي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: «من ادّعى أبا في الإسلام غير أبيه، يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام» فقال أبو بكرة: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال ابن حجر في (فتح الباري ١٢/ ٤٦) : وكان كثير من الصحابة والتابعين ينكرون ذلك على معاوية محتجّين بحديث: «الولد للفراش» ، وإنما خصّ أبو عثمان النهدي: أبا بكرة بالإنكار، لأنّ زيادا كان أخاه من أمّه. [٢] الفصل في الملل والنّحل- ج ٤/ ١٧٢ (باب الكلام في الإمامة والمفاضلة) - تحقيق د. محمد إبراهيم نصرود. عبد الرحمن عميرة- طبعة دار الجيل، بيروت ١٩٨٥. [٣] الفقعة: جمع فقع، وهو نوع من الكمأة البيضاء التي تظهر على وجه الأرض، فتوطأ، ومنها الكمأة السوداء التي تستتر في الأرض، ويقال للذي لا أصل له: فقع. أما القاع: فهي الأرض الواسعة السهلة.