ثم ولي قضاء شهرزور مدة. ثم انتقل إلى القاهرة بأهله. ثم عاد إلى إربل ومات بها ليلة السبت ثالث جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وستمائة بعد ما صلّى الجمعة، واشتكى أنه كلّف الحكم بما لا يجوز، فدعا إلى نفسه بالموت، وقام من الجامع فتوفّي العشاء الآخرة. وكان عنده فقه وأدب. ذكره ابن المستوفي في «تاريخ إربل» وأنشد له: مشيب أتى، وشباب رحل ... فحلّ العناء به حيث حلّ وعمر تقضّى ولا طاعة ... فويحك يا نفس كم ذا الزلل وذنبك جمّ ألا فارجعي ... وعودي فقد جاء وقت الأجل وديني الإله ولا تقصري ... ولا يخدمنّك طول الأمل فما لك غير التقى مستعد ... ولا صاحب غير حسن العمل [١] وقال ابن المستوفي: أنشدني القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد في صفر سنة اثنتين وستمائة يرثي محمدا الزيلعي: دعني أجد بمدامعي يا صاح ... لا تلحني جهلا فلست بصاح وذر السلام على التلهّف والبكا ... نصحا فما أصغي إلى النصّاح أنّى ألام وقد نعيت بماجد ... متفنّن حجر سخيّ الراح بمحمد أكرم به وبأهله ... ذي المكرمات ونزهة الأرواح إن محّ منزله الرحيب فقد بنى ... مجدا رفيعا ما له من ماح (تاريخ إربل ١/ ٨٨، ٨٩ في ترجمة «يوسف أو سيف بن محمد الزيلعي) . [٢] انظر عن (محمد بن علي بن خليد) في: الحوادث الجامعة ٢٥ وفيه «محمد بن علي بن خالد» ، وميزان الاعتدال ٣/ ٥٣، ولسان الميزان ٥/ ١٥٩، والعسجد المسبوك ٢/ ٤٥٠، ٤٥١، وديوان الإسلام ٢/ ٢٤٤ رقم ٨٨٦، والأعلام ٦/ ٢٨١، ومعجم المؤلفين ١١/ ٨. [٣] قال صاحب «الحوادث الجامعة» : «صنّف كتابا في علم الكتابة وسمّاه جوهر اللباب في كتابة