للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنا أبو الفداء ابن الخبّاز أنّ الخَوارزميّة نزلت حول دمشق، وخاف النّاس، فأمر الشَّيْخ التّقيّ بتدريب الطُّرُق فِي الجبل، وتحصيل العُدَد، وجْمع الرجال والاحتراز. ثُمَّ ركب الخانات، يعني مقدَّمين الخَوارزميّة، ووصلوا إلى المَيْطُور، فخرج التّقيّ والنّاس بالعُدد، فإذا رسولٌ قد جاء يبشّر بالأمان، وأنّهم لا يدخلون الجبل إلّا بأمر الشَّيْخ. فمضى الشَّيْخ والجماعة حوله بالعُدَد إلى أن وصل إلى تِلْكَ الحواريّ شرقيّ الجبل والخانات عَلَى خيولهم، فلمّا رأوا الشَّيْخ نزلوا عَن الخيل والتقوا الشَّيْخ ورحّبوا بِهِ وقبّلوا يده، ثُمَّ قَالُوا: طيّبوا قلوبكم، فإنْ أذِنتم لنا فِي العبور وإلّا رجعنا.

فأذِن لهم، ولم يدخلوا فِي وسط السّوق بل فِي سفح الجبل إلى العُقَيْبة ثمّ إلى المِزّة ولم يتأذّ أحدٌ من أهل الجبل سوى حَسَن غلام الشَّرَف بْن المعتمد قاتلهم فقتلوه. ثُمَّ نُصّبت أعلامهم عَلَى أماكن مرتفعة أمانا منهم، ووفوا بالأمان.

١٤٨- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [١] .

أَبُو جَعْفَر القَيْسيَّ القُرْطُبيّ، المعروف بابن أَبِي حجّة.

ذكره الأبّار فَقَالَ: تُوُفّي بمَيُورقَة، وقد سَمِعَ من: أَبِي القاسم بْن بشكُوَال، وابن مضاء، وغيرهما.

وتصدّر للإقراء والتّعليم والنّحْو، واختصر «التّبصرة» لمكّيّ، وصنَّف فِي النّحْو.

سكن إشبيلية بعد خروجه من قُرْطُبة، وأَسرته الرّوم، وعُذِّب وقاسي.

١٤٩- أَحْمَد بْن محمود [٢] بْن إِبْرَاهِيم بن نبهان.


[١] انظر عن (أحمد بن محمد القيسي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار ١/ ١٢٣، وملء العيبة لابن رشيد الفهري ٢/ ٣٨، ومعرفة القراء الكبار ٢/ ٦٤٣ رقم ٦١٠، وغاية النهاية ١/ ١٣٦، وكشف الظنون ٩٩، ومعجم المؤلفين ٢/ ٨٩.
[٢] انظر عن (أحمد بن محمود) في: صلة التكملة للحسيني، ورقة ٢٤، وذيل الروضتين ١٧٥، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٠١ رقم ٢١٣٠، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٥٩، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٤٤، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٦٧، والعبر ٥/ ١٧٥، وسير أعلام النبلاء