[٢] وقال صاحب (الحوادث الجامعة ١١٠) : «وكان أديبا سمع الحديث النبوي، وكان يحب أهل الدين وأرباب التصوّف، خدم في مبدإ أمره مع ركبدارية الأمير قشتمر، ثم خدم ركابدار الخليفة الظاهر، وقرّب وأدنى، فلما استخلف المستنصر أقرّه على ذلك وزاد في إكرامه، حكى عن نفسه قال: خلوت يوما بالخليفة المستنصر وهو مسرور يباسطني فقلت له: يا أمير المؤمنين عندي أمر وأشتهي أن تأذن لي في السؤال عنه، فقال: قل. فقلت: يا أمير المؤمنين تدعوني تارة بالشيخ محمد، فأطير فرحا وأقول: قد شرّفني مولانا، ومرة تقول أي ركابدار، فأموت خوفا وأخشى أن أكون قد أذنبت ذنبا، فقال: لا والله يا شيخ محمد ما لك عندنا إساءة، وإنما متى كنت على غير طهارة أقول: أي ركابدار إجلالا لذكر اسم النبي عليه الصلاة والسلام. وقد نسب إليه شعر، منه: قوله من قصيدة طويلة: أدرها باليمين أو الشمال ... فلو كانت حلالا يا حلالي ولا تطفئ توقّدها بماء ... ففي ياقوتها نور اللآلي