أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قلت: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإنّ منّا رجالا يأتون الكهّان. قال: «فلا تأتهم» . قال: ومنّا رجال يتطيّرون. قال: «ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدّنّهم (قال ابن الصّبّاح: فلا يصدّنّكم) » قال: قلت: ومنّا رجال يخطّون. قال: «كان نبيّ من الأنبياء يخطّ، فمن وافق خطّه فذاك» . قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوّانيّة، فاطّلعت ذات يوم فإذا الذّيب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، لكنى صككتها صكّة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعظّم ذلك عليّ، قلت: يا رسول الله: أفلا أعتقها؟ قال: «ائتني بها» ، فأتيته بها، فقال لها: «أين الله؟» . قالت: في السماء، قال: «من أنا» ؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنّها مؤمنة» . (كهرني) : من القهر والنهر، متقاربة، أي ما قهرني ولا نهرني. (الجوّانية) : موضع في شمال المدينة بقرب أحد. (آسف كما يأسفون) : أغضب كما يغضبون، والأسف: الحزن والغضب. (صككتها صكّة) : ضربتها بيد مبسوطة. والحديث أخرجه: أحمد في المسند ٥/ ٤٤٧ و ٤٤٨ و ٤٤٨، ٤٤٩، وأبو داود (٩١٨) و (٩١٩) و (٣٨٩١) ، والنسائي ٣/ ١٥، ١٦، وعبد الرزاق في المصنّف (٩٥٠١) ، وابن أبي شيبة (٨/ ٣٣) ، والطبراني في المعجم الكبير ١٩/ ٣٩٨ رقم (٩٣٧) و (٩٣٨) و (٩٣٩) و (٩٤٠) و (٩٤١) و (٩٤٢) و (٩٤٣) و (٩٤٤) و (٩٤٥) و (٩٤٦) و (٩٤٧) و (٩٤٨) من طرق مختلفة. [١] إنّ مصادر ترجمة (معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنه كثيرة، وأخباره مبثوثة في كتب التواريخ والأدب والسير وغيرها، وهي أكثر من أن تحصى، ولكن نكتفي بذكر بعض المصادر المتخصّصة بالرجال والحديث وغيرها: مسند أحمد ٤/ ٩١ و ٥/ ٤٣٥، وطبقات خليفة ١٠ و ١٣٩ و ٢٩٧ وسيرة ابن هشام ١/ ١٥٦