وقرأ القراءات على عَبْد الواحد بن سلطان صاحب سبط الخياط.
وسمع بحرّان من: حنبل المكبّر، والحافظ عَبْد القادر، وغير واحد.
وروى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الدمياطيّ، والإمام شهاب الدين عَبْد الحليم ولده، وأمين الدين عَبْد الله بن شقير، والزاهد مُحَمَّد بن عُمَر بن زناطر، والجمال عَبْد الغني بن منصور المؤذّن، ومحمد بن مُحَمَّد الكنجي، ومحمد بن أَحْمَد بن القزاز، وآخرون.
وكان إماما حجّة بارعا فِي الفقه والحديث، وله يد طولى فِي التفسير، ومعرفة تامة بالأصول، واطّلاع على مذاهب الناس. وله ذكاء مفرط، ولم يكن فِي زمانه أحد مثله فِي مذهبه.
وله من المصنّفات النّافعة الّتي انتشرت فِي الآفاق «كالأحكام» ، و «شرح الهداية» ، وقد بيّض منه ربعه الأوّل، وصنّف «أرجوزة فِي القراءات» ، وكتابا فِي «أصول الفقه»[١] .
وحدّثني شيخنا تقيّ الدّين قال: كان الشَّيْخ جمال الدّين بن مالك يقول:
ألِينَ للشّيخ مجد الدّين الفقه كما ألين لداودَ الحديد.
وحدّثني أيضا أنّ الصّاحب محيي الدّين يوسف ابن الجوزيّ اجتمع بالشّيخ المجد فانبهر له وقال: هذا ما عندنا ببغداد مثله.
ولمّا حجّ التمسوا منه أن يقيم ببغداد فامتنع واعتلّ بالأهل والوطن.
قال شيخنا: وكانت فِي جدّنا حدّة. وقد قرأ عليه القراءات غيرُ واحدٍ، منهم الَّذِي كان بحلب فُلان القَيرواني.
وحجّ سنة إحدى وخمسين. وفيها حجّ من دمشق الشَّيْخ شمس الدّين ابن أَبِي عُمَر، فلم يقض لهما اجتماع.
[١] ذكر العليمي تصانيفه: «أطراف أحاديث التفسير» رتّبها على السور معزوّة، «أرجوزة في علم القراءات» ، «الأحكام الكبرى» في عدّة مجلّدات، «المنتقى من أحاديث الأحكام» ، وهو الكتاب المشهور انتقاه من «الأحكام الكبرى» ، و «المحرّر في الفقه» ، «منتهى الغاية في شرح الهداية» بيّض منه أربع مجلّدات كبار إلى أوائل الحجّ، والباقي لم يبيّضه، «مسودّة في أصول الفقه» مجلّد، وزاد فيها ولده ثم حفيده أبو العباس، «مسودّة في العربية» على نمط «المسودّة في الأصول» . (الدرّ المنضّد ١/ ٣٩٥) .