للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأديب أَبُو مُحَمَّد بن أَبِي الإصْبَع [١] العدْواني الْمَصْرِيّ.

الشّاعر المشهور، الإِمَام فِي الأدب. له تصانيف حسَنَة فِي الأدب، وشِعر رائق. وعاش نيّفا وستّين سنة.

وتُوُفي بمصر فِي الثّالث والعشرين من شوّال.

ومن شِعره ورواه عَنْهُ الدّمياطيّ:

تصدقْ بوصلٍ إنّ دمعيَ سائلُ ... وزَودْ فؤادي نظرة فَهُوَ راحِلُ

أيا ثمرا من شمس وجنته [٢] لنا ... وخط [٣] عِذَارَيْه الضحَى والأصائلُ

تنقلت من طرف إلى القلب فِي النوى [٤] ... وهانتك [٥] للبدر التمام منازل


[ () ] وكشف الظنون ٢٣٠، ٢٣٣، ٣٩١، ٧٢٧، وإيضاح المكنون ١/ ٢٣١ و ٢/ ٣٩١، ومعجم المؤلفين ٥/ ٢٦٥، والوافي بالوفيات ١٩/ ٧- ١٣ رقم ١.
[١] في المغرب ٣١٨ «من ولد ذي الإصبع» ، ومولده سنة ٥٨٨ بالقاهرة. وهو أديب الديار المصرية، لم ألق فيها مثله معرفة بالتأريخ والنظم، والنثر والكلام على البديع وغير ذلك مما يتعلّق بفنون الأدب. وله تصنيف في البديع في نهاية من الحسن. طرّزه باسم الصاحب كمال الدين. وله كتاب صنعه لوزير الجزيرة الصاحب محيي الدين بن سعيد بن ندي جمع فيه أمثال القرآن العزيز، وكتب الحديث المشهورة: مسلم والبخاري والنسائي والترمذي والسنن والموطّأ وغير ذلك من عيون الأمثال نظما ونثرا.
وكان فخر الترك أيدمر عتيق وزير الجزيرة قد شرع في تصنيف كتاب في فضلاء هذا العصر، الذين شهروا بمصر، فابتدأ بذكر ابن أبي الإصبع، وقال في وصفه: هو أشهر من أن ينبّه عليه، وأجلّ من أن يعرّف بالإشارة إليه. لا يجاذب رداء فضله، ولا تدور العين في أصحابه على مثله. كبير شعراء عصره غير مدافع، وحامل لوائهم غير منازع. مبرّز في حلبة العلوم الأدبية، حائز قصبات السبق في الأدوات الشعرية، وآداب الصناعات البديعية. وشعره أسير في الآفاق من مثل، وأوضح من نار رفعت للساري في ذروة جبل. سارت به الركبان، وتهادته البلدان.
وله بالملوك صحبة وصلت أسبابهم بسببه، واختصاص بالملك الأشرف اختصاص ندماني جذيمة به، وليست لي به معرفة توقفني على حقائق شئونه، وتسلك سبيل الاطلاع على دقائق فنونه. ولم أزل- منذ عزمت على ذكره، وأردت في هذا الكتاب إثبات شعره- متردّدا بين أن اكتفي بشهرة فضله، وبين أن أقول فيه ما يقال في مثله، حتى عشوت إلى ضوء أدبه، فاستدللت عليه به» .
[٢] ذيل مرآة الزمان: «أيا قمرا من حسن صورته لنا» .
[٣] في بدائع الزهور: «وظلّ» ومثله في عيون التواريخ.
[٤] في عيون التواريخ، وذيل المرآة: «تنقلت من طرف القلب مع النوى» .
[٥] في الذيل، والعيون: «وهاتيك» .