للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومحبّ الدّين الطّبريّ، والقاضيان تقيّ الدّين الحنبليّ، وجمالُ الدّين [١] مُحَمَّد بن سومر المالكيّ، والخطيب شرف الدّين الفزاريّ، وعماد الدّين ابن البالِسي، ومحمد بن يوسف الذَهَبِي، ومحمد بن يوسف بن المهتار، وبهاء الدّين إِبْرَاهِيم بن القُدسي، والشرَف عَبْد الله بن الشَّيْخ، والشّمس مُحَمَّد بن التّاج، وسعدُ الدّين يحيى بن سعد، ومحمود بن المَرَاتِبي، ومحمد بن نِعْمَة، وعليّ القُصَيْري، ومحمود الأعسر، وخلق كثير من أهل مكّة، ودمشق، ومصر.

ذكره ابن النّجّار [٢] فقال: حجّ وقدم طالبا سنة خمس [٣] وستّمائة، فسمع الكثير، وقرأ الفقه والأصول. ثمّ سافر إلى خُراسان. وسمع بنَيْسابور، ومَرْو، وهَرَاة، وعاد مجتازا إلى الشّام، ثمّ حجّ وقدِم بغداد فِي سنة أربع وثلاثين، ونزل بالمدرسة النّظاميّة، وحدّث «بالسّنن الكبير» للبيهقيّ، و «بغريب الحديث» للخطّابيّ، عن منصور الفُرَاوي. وعلقتُ عَنْهُ من شِعْره. وهو من الأئمّة الفُضَلاء فِي جميع فنون العِلم. له فَهْمٌ ثاقِب وتدقيق فِي المعاني. وله مصنّفات عديدة، وله النظمُ والنّثر المليح.

وهو زاهدٌ متورّع، كثيرُ العبادة، فقير، مجوّد، متعفّف، نزِهُ النّفس، قليل المخالطة، حافظ لأوقاته، طيّب الأخلاق، متودّد. ما رَأَيْت فِي فنّه مثله.

أنشد لنفسه:

مَن كان يرغب فِي النّجاة فما له ... غير اتّباع المصطَفَى فيما أتى

ذاك السبيلُ المستقيمُ وغيرُهُ ... سُبُلَ الضّلالة والغواية والرّوى [٤]

فاتبِعْ كتابَ الله والسُّنَنَ الّتي ... صحَّت فذاك إذا اتّبعت هُوَ الهُدى [٥]

وَدَع السوالَ بِكَم [٦] وكيفَ فإنَّهُ ... باب يجرّ [٧] ذوي البصيرة للعمى [٨]


[١] في سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٣١٣ «كمال الدين» .
[٢] انظر: المستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي ١٧- ١٩.
[٣] في معجم الأدباء ١٨/ ٢١٠ «خرج من بلاد المغرب سنة سبع وستمائة» .
[٤] في الأصل: «والردا» . وفي معجم الأدباء: «سبل الغواية والضلالة» .
[٥] في الأصل: «الهدا» .
[٦] في المستفاد، والمقفّى: «بكم» .
[٧] في عيون التواريخ ٢٠/ ١١٨ «من باب بحر» .
[٨] في الأصل: «للعما» .