للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وولي أبوه مهذَّبُ الدّين عليّ بن محمد الإسْعِرْديّ قضاءَ بَعْلَبَكّ قبل السّتمائة [١] فَحُمِدَتْ سيرتُه.

ومات التّاج هذا ببعْلَبَكّ في ذي القعدة، وهو في عَشْر الثّمانين.

٢٠٩- عبد العزيز بن منصور [٢] بن محمد بن محمد بن وداعة.

الصّاحب، عزُّ الدّين الحلبيّ.

ولي خطابة جَبَلَة [٣] في أوائل أمره فيما يُقال. وولي للملك النّاصر شدَّ الدّواوين بدمشق. وكان يعتمد عليه. وكان يُظْهِر النُّسُك والدّين، ويقتصد في ملبسه وأموره. فلمّا تسلطن الملك الظّاهر ولّاه وزارة الشّام. فلما وليّ التُّجيبيّ نيابة الشّام حصل بينه وبين ابن وداعة وحشة، فإنّ التُّجيبيّ كان سُنّيًّا ولكن ابن وداعة شيعيا خبيثا فكان التّجيبيّ يسمعه ما يهينه ويؤله، فكتب ابن وداعة إلى السّلطان يطلب منه مشدّا تُركيًّا، وظنّ أنّه يكون بحكمه ويستريح من التُّجيبيّ، فرتّب السّلطان الأمير عزّ الدين كشتغدي الشّقيريّ، فوقع بينه وبينه، فكان الشُّقَيريّ يُهينه أيضا. ثمّ كاتب فيه الشُّقَيريّ، فجاء الأمر بمصادرته، فرُسِم عليه وصُودِر، وأُخِذ خطّه بجملةٍ كبيرة. ثمّ عَصَره الشُّقيريّ وضربه، وعلّقه في قاعة الشّدّ، وجرى عليه ما لا يوصف، وباع موجودة الّتي كان قد وقفها، وحمل ثمنها. ثمّ طُلِب إلى الدّيار المصريّة فمرض في الطّريق، ودخل القاهرة مُثْقَلًا فمات في آخر يوم من السّنة بالقاهرة وهو في عَشْر الثّمانين. وله مسجدٌ وتُربة بسَفْح قاسيون، ولم يُعقب. وله وقفٌ على البرّ.


[١] وقال البرزالي: في أيام صلاح الدين.
[٢] انظر عن (عبد العزيز بن منصور) في: ذيل مرآة الزمان ٢/ ٣٩٠- ٣٩٢، وتالي كتاب وفيات الأعيان ١٠٠، ١٠١، رقم ١٤٩، ونهاية الأرب ٣٠/ ١٥٥، ١٥٦، وعيون التواريخ ٢٠/ ٣٧٠- ٣٧٢، والسلوك ج ١ ق ٢/ ٥٧٢، وشذرات الذهب ٥/ ٣٢٣، والوافي بالوفيات ١٨/ ٥٦٢، ٥٦٣ رقم ٥٥٨، والمنهل الصافي ٢/ ٣٠٣- ٣٠٥ رقم ٤٤٧، والدليل الشافي ١/ ٤١٨ رقم ١٤٤١.
[٣] وقع في عيون التواريخ: «بجملة من أعمال الساحل» ، والصواب «جبلة» كما هو مثبت أعلاه.