[٢] وقال ابن شدّاد: كان فاضلا بارعا متفنّنا في الآداب. اشتغل بالقرآن الكريم بالقراءات على الشيخ الشاطبي وعلى والده، وبالأدب على والده وجماعة، وسمع الحديث على الشيخ الشاطبي وجماعته. وكان يكتب جيّدا، ويعرف علم البيان معرفة جيّدة، كريما يطعم الطعام، جليل القدر والذكر، له نظم ونثر كثير. فمن نظمه من قصيدة: لتجلى على الأيام نعمى يمينه ... ووجه معاليها من البرّ مشرق وتتلى معاني حمده وثنائه ... وكلّ سميع للجلالة مطرق [٣] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن هبة الله) في: تاريخ الملك الظاهر ٨٣، ٨٤، والمقتفي للبرزالي ١/ ٣٨ أ. [٤] ومولده يوم الثلاثاء سابع شهر ربيع الأول سنة ثلاثين. وقال ابن شدّاد: كان أولا بزّازا في قيسارية جهاركس، فلمّا ورد عماد الدين أحمد الواسطي الواعظ مصر، وانثالت عليه الناس، كان فيمن صحبه وواظب مواعيده، وكتب عنه كثيرا مما سمعه منه. ثم حملته الرغبة في مشايعته إلى ترك صنيعة البزّ، وأقبل على وعظ ما كتب. وأخذ في حكاية العماد في جلسته مع أصحابه حتى شعر به العماد، فحضر متخفّيا فأعجبه، فاجتهر وآثره وقرّبه، ولم يزل في صحبته إلى أن توفي العماد، فوعظ بعده على المقابر، ورزق مكانة، وأقرأ في العامّة، وقولا في الخاصّة، وبهي في فنّه حتى ما شنف أحد عبارة فيه. (تاريخ الملك الظاهر ٨٤) .