ومحمد بْن عُمَر القُرْطُبيّ بالمدينة. وهبة الله ابن الواعظ بالإسكندريّة.
وقرأ بالسّبْع على الفاسي. وخرَّج له شيخنا ابن الظّاهري «معجما» فِي مجلّدة.
وأجاز له المؤيَّد الطّوسيّ، وجماعة.
وكان صدرا معظَّمًا، مَهِيبًا محتشما، ذا دِين وتعبُّد وأوراد، وسيرة حميدة، لولا بأْوٍ فِيهِ وتِيه، رحمه الله.
وكان إماما، مُفتيًا، مدرّسا، بارعا فِي المذهب، عارفا بالأدب. وهو أوّل حنفيّ ولي خطابة جامع الحاكم، ودرّس بالظّاهريّة الّتي بالقاهرة، وحضر السّلطان، وهو لم يأتِ بعد، وطلبه السّلطان فَقِيل: حَتَّى يقضي وِرده الضُّحى.
ثُمَّ جاء وقد تكامل النّاس، فقام كلّهم له، ولم يقُم هُوَ لأحدٍ. ثُمَّ قدم على قضاء الشّام. وكان بزِيّ الوزراء والرؤساء، لم يَعْبأ بالمنصب، ولا غيّر لبسَه، ولا وسَّع كمّه.
وقد مرّ ليلة بوادي الرُبَيْعة، وهو مَخوُف إذ ذاك، فنزل وصلّى ورده بين العشاءين والغلمان ينتظرونه بالخيل، فَلَمَّا فرغ ركب وسار.
ثُمَّ وجدت أنّه وُلِدَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أربع عشرة.
وكان رحمه الله يتواضع للصّالحين، ويعتقد فيهم. وقد درّس بدمشق بعدّة مدارس.
وسمع منه: ابن الظّاهريّ، والدّمياطيّ، والحارثيّ، وشرف الدّين