[٢] علّق اليافعي كعادته على قول الذهبي بأن التلمساني أحد زنادقة الصوفية، فقال: وهذا أيضا مع ما تقدّم يدلّ على سوء عقيدة الذهبي في الصوفية، أما كان يكفيه إن كان كما ذكر زنديقا أن يقول: أحد الزنادقة، ولا يضيف إلى الصوفية الصفوة أهل الصدق والتصديق والحق والتحقيق كل فاجر زنديق، وهل كل من كان متصفا بالوصف المذكور أو غيره من وصف غير مشكور ينسب إلى الصوفية أهل الصفا والنور، وكأنه ما يصدّق متى يصادف رخصة يتخذها فرصة في الطعن في السادة الأحباب العارفين أولي الألباب، وليت هذا إذ حرم التوفيق في حسن الظن ومشابهة الولي الإمام محيي الدين النواوي الجليل المقدار حيث ذكر في كتابه الحفيل الموسوم (بالأذكار) أن الصوفية من صفوة هذه الأمة، نعوذ باللَّه من حرمان التوفيق والعصمة فلم يكن لهم معتقدا أمسك عنهم، ولم يكن فيهم منتقدا لكنه سارع إلى القدح فيهم والطعن فيهم مرة بعد أخرى ...