للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأمورهم التئام ولا انتظام. وكان أحدهم إذا تولى سَعى في الْأَرْضِ ٢: ٢٠٥ [١] .

الآية. وشاع أن شعارهم الحَيْف على الرعية، ومد الأيدي الباغية [٢] إلى حريمهم وأموالهم، والتخطي عن جادة العدل والإنصاف، وارتكابهم الجور والاعتساف، حَمَلَتْنا الحميَّة الدّينيَّة والحفيظة الإسلامية على أن توجهنا إلى تلك البلاد لإزالة هذا العدوان [٣] ، مستصحبين للجم الغفير من العساكر، ونذرنا على أنفسنا إنْ وفَّقنا اللَّهُ تعالى بحَوْله وقوته لفتْح تلك البلاد أنْ نُزيل العدوان والفساد، وبسط العدل فِي العباد [٤] ، ممتثلين الأمر المطاع الإلهي إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ١٦: ٩٠ [٥] الآية.

وإجابة إلى ما ندب إليه الرَّسُول صلى الله عليه وآله سلم: «الْمُقْسِطُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حكمهم وأهلهم، وما وَلَّوْا» [٦] . وحيث كانت طَويتُنا مشتملة على هذه المقاصد الحميدة، والنُّذور الأكيدة، مَنّ اللَّه علينا بتبلج تباشر النصر المبين [٧] ، وأتم علينا سكينته [٨] ،


[١] سورة البقرة، الآية ٢٠٥، وفي تاريخ السلاطين ٦٢ تكملة الآية ... وَالله لا يُحِبُّ الْفَسادَ ٢: ٢٠٥.
[٢] في تاريخ السلاطين ٦٢ «العادية» .
[٣] في تاريخ السلاطين ٦٢ زيادة: «وإماطة هذا العصيان» .
[٤] في تاريخ السلاطين ٦٣ «وبسطنا العدل والإحسان في كافة العباد» .
[٥] سورة النحل، الآية ٩٠، وفي تاريخ السلاطين تكملة الآية ... يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ١٦: ٩٠.
[٦] رواه مسلم في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر، والحث على الرّفق بالرعية ... رقم ١٨٢٧.
ورواه النسائي في آداب القضاة، فضل الحاكم العادل في حكمه، من طريق ابن المبارك، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن عمرو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال: «إن المقسطين عند الله تعالى على منابر من نور على يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» . قال محمد في حديث: وكلتا يديه يمين. (سنن النسائي ٨/ ٢٢١، ٢٢٢) «وما ولوا» بفتح الواو وضم اللام المخففة أي كانت لهم عليه ولاية.
ورواه الإمام أحمد عن سفيان بالسند السابق، وباللفظ المذكور في المتن أعلاه (المسند ٢/ ١٦٠) .
وكلمة «وما ولوا» ساقطة من: تاريخ سلاطين المماليك ٦٣.
[٧] في تاريخ السلاطين ٦٣ زيادة: «والفتح المستبين» .
[٨] في تاريخ السلاطين ٦٣: «وأتم علينا نعمته، وأنزل علينا سكينته» .